GuidePedia

0

بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
          اعلم ـ يا عبد الله .. يا مسلم ـ أنه لا شيء من الإسلام يغيظ ملل الكفر والنفاق .. ويقلقهم .. ويحملهم على النقمة .. كعقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. وعقيدة الجهاد في سبيل الله! 
          لا شيء يُخيفهم من دين المسلمين .. كما تخيفهم عقيدة الولاء والبراء .. والجهاد في سبيل الله ..!
          فأيما إسلام يتخلى عن عقيدة الولاء والبراء .. وعقيدة الجهاد في سبيل الله .. فهو إسلام مرضي عنه من قبل ملل الكفر .. وهو إسلام متحضر .. متحرر .. يمكن التعايش معه وبكل سرور وسهولة!
          وأيما طائفة أو جماعة .. تتخلى عن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. والجهاد في سبيل الله .. وتستثني من خطابها ومنهاجها عقيدَتي الولاء والبراء .. والجهاد في سبيل الله .. فهي جماعة تحظى بالقرب والقبول، وبكل العطايا والامتيازات .. والحريات .. لا توجد معها أدنى مشكلة!

          أظهِر من شعائر الإسلام ما تشاء .. فلا حرج عليك في شيء من ذلك .. ولك كامل الحق والحرية .. لكن إياك ثم إياك أن تتكلم أو تحيي في الأمة عقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!
          لك كامل الحق في أن تصلي وأنت على سفنهم الحربية .. وأن تلبس العمامة الإسلامية .. وأن تُرخي لحيتك لو شئت .. وأن تصوم رمضان .. وهم على كامل الاستعداد أن يُحضروا لك الطعام المعد على الطريقة الإسلامية .. لكن بشرط أن تعطيهم الولاء .. وتتخلى عن عقيدة الجهاد في سبيل الله ..!!
          لك كامل الحق والحرية .. أن تصلي وأنت على سفنهم الحربية .. شريطة أن لا تقول لهم .. لا .. عندما تطلق سفنهم الصواريخ العابرة للقارات لتقتل شيوخ ونساء وأطفال المسلمين .. وتهدم على الآمنين منهم منازلهم!!
          يقدمون لك الطعام المذبوح على الطريقة الإسلامية .. والمغلف بعبارة ذبح حلال ..
شريطة أن لا تقول لهم .. لا .. عندما يذبحون أخاك المسلم[[1]]!!
          إلى كل من يريد أن يتجنس بجنسيات القوم .. يشترطون عليه شرطاً واحداً .. وله بعد ذلك منهم ما يشاء إن وافقهم عليه .. وأعطاهم إياه .. ألا وهو شرط أن يدخل في موالاتهم ونصرتهم ـ بلا أدنى تحفظ ـ ويتخلى عن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. وله بعد ذلك كامل الحقوق!!
          الإسلام المتحضر .. المتفتح .. المعتدل .. الأمريكي .. يعنون به: الإسلام الذي يتخلى عن عقيدَتي الولاء والبراء .. والجهاد في سبيل الله!!
          يسمعون منك كل شيء إلا حديث الولاء والبراء .. والجهاد في سبيل الله لا يمكن أن يسمعوه ..!
          يكفي لكي تُرمى بالتشدد .. والتعصب .. والإرهاب .. والتطرف ـ إلى آخر مفردات الناقمين على الإسلام ـ أن تُظهر أو تتكلم عن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. وعقيدة الجهاد في سبيل الله !! 
          لو تأملت حملات الكيد والتحريف .. والتشويه التي تعرض لها الإسلام عبر تاريخه كله .. من قبل ملل الكفر والنفاق .. لن تجد شيئاً من الدين تعرض لتلك الحملات البغيضة كما تعرضت له عقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. وعقيدة الجهاد في سبيل الله ..؟!!
          عندما يتكلمون عن ضرورة تعديل ومراقبة مناهج الدراسة التي تُدرس لأبناء المسلمين ..
يستهدفون بذلك تحديداً عقيدَتي الولاء والبراء .. والجهاد في سبيل الله .. وكل ما له صلة بهاتين العقيدتين .. لتبقى الأمة بلا عقيدة .. ولا ولاء ولا براء!
          هذه النقمة المعلنة على الإرهاب .. زعموا! .. ما هي في حقيقتها إلا نقمة على عقيدة الولاء والبراء .. وعقيدة الجهاد في سبيل الله ..!
          لذلك تراهم يصرحون بكل وقاحة .. وعلى لسان كبيرهم .. إما أن تكونوا معنا أو تكونوا علينا .. ولا يوجد خيار وسط .. وإذا لم تكن معنا .. فأنت الإرهابي .. وأنت المستهدف من حربنا هذه التي نخوضها ضد الإرهاب ..!!
          لماذا كل ذلك .. لماذا ينقمون منا ومن ديننا وعقيدتنا .. عقيدَتي الولاء والبراء .. والجهاد في سبيل الله .. وكأنه ليس من حقنا أن نوالي من نشاء .. ونعادي من نشاء وفق ما تمليه علينا عقيدتنا السمحاء ..؟!!
          لماذا من حق الجميع أن يُجاهدوا ويُقاتلوا .. ويجيشوا الجيوش والعساكر .. انتصاراً لأهوائهم وأطماعهم ومخططاتهم .. وليس من حقنا كمسلمين الجهاد والقتال من أجل حماية حقوقنا وثوابتنا .. وحرماتنا .. والكليات العامة التي جاء من أجلها ديننا الحنيف ..؟!! 
          لماذا قتال غيرنا ـ وفي الباطل .. وفي سبيل الشيطان ـ يُعد حقاً وتحضراً .. وواجباً .. بينما نحن مجرد التفكير بالجهاد للذود عن الحقوق والحرمات المغتصبة يُعد جريمة نكراء .. وإرهاباً يجب أن يُطارد ويُحارب ..؟!!
          لماذا كل ذلك .. ؟!!
أقول: لتضعف المقاومة .. ويموت في الأمة جهاز المناعة .. فيسهل عليهم غزو البلاد والعباد .. وقبل ذلك غزو العقول والمبادئ والأفكار ..!
          ليسهل عليهم .. التعايش بأمانٍ مع الحق المعتدى عليه .. من دون منغصات أو أدنى اعتراضات ..!
          حتى لا يُقال لهم .. لا .. وهم يُمارسون عملية الهدم والتخريب، والإفساد  في حق البلاد والعباد ..!!
          حتى لا يُقال لهم .. لا .. وهم يذبحون في الأمة عقيدتها، وأخلاقها، وقيمها .. ويهدمون آخر حصنٍ من حصونها!
          حتى لا يُقال لهم .. لا .. وهم يُمارسون عملية النهب والسلب لخيرات الأمة .. لتصب في بنوكهم وجيوبهم!
          ولأن تغييب عقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. وعقيدة الجهاد في سبيل الله .. عن ساحة
الشعور والاعتقاد .. وواقع الحياة .. يضمن لهم العيش مع أموات لا حراك لهم إلا فيما يُشبع غرائزهم وشهواتهم .. كالأنعام بل أضل!
          أمة بلا ولاء ولا براء .. ولا قوة ولا جهاد .. سهلة المنال .. والكبير والحقير يطمع بها .. ويتجرأ عليها ..!
          وهل فكرة عملية السلام مع لصوص الصهاينة اليهود .. المعتدين المحتلين للبلاد والعباد .. وفكرة التعايش معهم بأمان .. والرضى بالفُتات اليسير مما اغتُصِب .. نالت شيئاً من القبول عند الأمة .. إلا بعد تغييب عقيدَتي الولاء والبراء .. والجهاد في سبيل الله .. من ساحة الشعور والوجدان .. بل والاعتقاد ..؟!
          تأمل التاريخ كله .. تجد ما من خرق أصاب ويُصيب الأمة .. إلا وتجده من جهة التخلي عن عقيدة الولاء والبراء .. والجهاد في سبيل الله ..!
          صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:" إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "!
          فكيف إذا ضموا إلى ترك الجهاد .. ترك عقيدة الولاء والبراء .. فإنه يكون حينئذٍ ذل مركب ومضاعف يعلو بعضه بعضا .. بل قل هو الكفر والنفاق، والمروق من الدين!
          وإلى هؤلاء الواهمين .. الذين يريدون أن يعيشوا الإسلام بعيداً عن عقيدة الولاء والبراء كما جاء بها الإسلام .. ومن دون أن يعيشوا عقيدة الجهاد في سبيل الله .. ويتحملوا شيئاً من تبعاته .. ثم يحسبون أنفسهم على شيء أو أنهم يُحسنون صُنعاً .. نقول لهم وبكل وضوح مشفقين ومحذرين وناصحين: أنتم لستم على شيء .. وإن تسميتم زوراً بالمسلمين .. وبأسماء إسلامية .. وانتسبتم لبلاد المسلمين!
          لا ولاء ولا براء .. ولا جهاد في سبيل الله .. فبِمَ تدخلون الجنة ..؟!
راجعوا دينكم .. واقرأوا كتاب الله من جديد .. واسألوا الله تعالى الهداية والتوفيق!
          قال تعالى:) لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ (آل عمران:28. وقال تعالى:) وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (المائدة:51.
          لذلك نجد ملل الكفر والزندقة والنفاق .. قد حرصوا ـ ولا يزالون ـ جاهدين على استبدال عقيدة الولاء والبراء في الإسلام بولاءات جاهلية نتنة ما أنزل الله بها من سلطان، لا تزيد المسلمين إلا فرقة وضعفاً ووهناً على وهن .. كعقد الولاء والبراء في الانتساب إلى القطر أو الوطن .. أو إلى الجنس .. أو إلى القومية .. أو القبيلة .. أو الإنسانية .. أو العلمانية .. أو الطاغوت الحاكم .. وغيرها الكثير الكثير من الروابط والوشائج الجاهلية المحدثة التي تصرف
المسلمين عن عقيدة الولاء والبراء كما جاء بها الإسلام .. وكما يريدها الإسلام!!
          وقد نجحوا ـ وللأسف ـ إلى حدٍّ كبير في تحقيق مهمتهم هذه .. وهم لا يتورعون ـ في سبيل ذلك ـ أن يسلكوا كل مسلك وطريق ممكن من أجل تحقيق هدفهم هذا .. ومن لم يأت معهم بالترغيب والإغواء .. والشراء .. جاءوا به عن طريق الترهيب والتهديد .. ولا ينجو إلا من نجاه الله وثبته[[2]]!     
     ولله در الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ إذ يقول:" فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره وأسه ورأسه، شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها، وأحبوها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم، وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال: ما علي منهم، أو قال: ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، فقد كلفه الله بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم، فالله الله، تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً، اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين "[[3]]. اللهم آمين . 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. 
     19/11/1422 هـ.                    عبد المنعم مصطفى حليمة 
     1/2/2002 م.                                     أبو بصير



[1] مما يُلفت النظر .. ويشتد له العجب والأسف .. أن كثيراً من المسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب ـ وبخاصة منهم الأعاجم ـ تراهم يهتمون بالذبح الحلال اهتماماً غريباً وشديداً وكأنه أصل تهون في سبيله جميع أصول الدين ..!
      حتى أنك ترى أحدهم ـ كما سمعنا من تلك القصص الشيء الكثير ـ لا يبالي أن يذهب إلى البار ليقارع شرب الخمر والفواحش والمنكرات .. ولكن عندما يأتيه المضيف بالطعام أول ما يسأله: هل هذا الطعام مُعد .. ومذبوح على الطريقة الإسلامية ..؟!!
      لا مانع عندهم من أن يجندوا أنفسهم في جيوش الكفر التي تحارب الإسلام .. شرط أن يؤمنوا لهم الطعام المعد على الطريقة الإسلامية .. والمذبوح بالحلال ..!!
      يذبحون المسلمين بالحرام .. ليس مشكل .. المهم أن يكون طعامهم .. ذبح حلال!
      يتهاونون بشأن الصلاة .. وجميع أركان وواجبات الدين .. إلا الذبح الحلال .. لا يمكن أن يتهاونوا أو يفرطوا به ..!!
     ولشدة تعلقهم بالذبح الحلال .. حمل كثير من الشركات التي تصنع الطعام في بلاد الغرب .. أن يكتبوا على معلبات الخضار والأسماك .. مذبوح على الطريقة الشرعية .. ذبح حلال .. فتأمل!!
 
[2] علماً أن ملل الكفر كلها وبخاصة منهم اليهود والنصارى، يعقدون الولاء والبراء على أساس ديني طائفي وإن تظاهروا بخلاف ذلك، فإن الحقد الصليبي اليهودي يظهر بوضوح في كل موقف يتخذه الغرب الصليبي تجاه قضايا المسلمين في العالم، ومن يتأمل ما جرى ويجرى على الساحة من أحداث يدرك حقيقة ذلك .. وما يجري اليوم في فلسطين، وفي أفغانستان، والشيشان، وكشمير .. وغيرها من البلدان التي يضطهد فيها المسلمون .. وما أكثرها لو أردنا الإحصاء والاستقصاء .. كل ذلك شاهد صادق يدل على مدى النزعة الدينية الحاقدة عند اليهود والنصارى .. والتي ينطلقون من خلالها في محاربتهم للإسلام والمسلمين .. وهم كما قال تعالىفيهم:] وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا[. وقال تعالى:] وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقّ[. وقال تعالى:] وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [. فالحذر الحذر يا عبد الله .. يا مسلم .. أن تُؤتى من جهة دينك وأنت تعلم أو لا تعلم!
[3]  مجموعة التوحيد ص 111.

إرسال تعليق

 
Top