بسم الله الرحمن الرحيم
لعلكم يا شيخنا سمعتم بما تدبره الأحزاب العلمانية؛ كالاتحاد الوطني، والحزب الشيوعي، والحزب الاشتراكي .. وغيرها من الأحزاب والتجمعات الكافرة التي ناصبت الإسلام والمسلمين الحرب والعداء .. من عدوانٍ وشيك يستهدف القضاء على جماعة " أنصار الإسلام " وقتل كل من ينتمي إلى هذه الجماعة ..!
فما الذي تنصحنا به .. وما حكم من يدخل في حلف هذه الأحزاب للقتال ضد جماعة أنصار الإسلام .. نرجو الإجابة بأقرب وقت .. لخطورة الأمر عندنا .. وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. أيما مسلم يتم الاعتداء عليه من قبل أعداء الأمة والملة كالأحزاب الوارد ذكرها في السؤال .. سواء كان هذا المُعتدى عليه من جماعة أنصار الإسلام أو غيرها .. يجب على جميع المسلمين ـ بكل اتجاهاتهم وتكتلاتهم الحزبية ـ أن يُدافعوا عنه بالغالي والنفيس، وكل بحسب استطاعته، وموقعه .. إلى أن يدفعوا كيد المعتدي في نحره .. ويصرفوه عن ظلمه وإجرامه، وعدوانه ..!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادِّهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهر والحُمَّى ".
وقال صلى الله عليه وسلم:" المؤمنون كرجلٍ واحدٍ؛ إذا اشتكى رأسَهُ اشتكى كُلُّهُ، وإن اشتكى عينَهُ اشتكى كلُّه ".
وقال صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه .." أي لا يُسلمه لاعتداء وظلم الآخرين ..!
وقال صلى الله عليه وسلم:" من ردَّ عن عِرضِ أخيه، ردَّ اللهُ عن وجهه النارَ يومَ القيامة ".
وقال صلى الله عليه وسلم:" من حمى مؤمناً من منافقٍ بعث اللهُ ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ..".
وأيما مسلم يخذل أخاه المسلم في مواطن الحاجة .. ومواطن تجب عليه فيها النصرة .. فهو آثم .. ثم آثم .. ثم آثم ..!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من امرئٍ يخذلُ امرأً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه عِرضه، ويُنتهكُ
فيه من حُرمته، إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَهُ ..".
أما الذي يدخل في حلف تلك الأحزاب الكافرة المارقة .. ويُقاتل معهم .. ضد جماعة أنصار الإسلام أو غيرهم من المسلمين .. فهو كافر مثلهم .. وإن تسمى بأسماء المسلمين .. وزعم أنه من المؤمنيين .. ولو قُتل وهو في صفهم يُقاتل معهم .. فهو إلى جهنم وبئس المصير .. نشهد عليه بعينه أنه من أهل النار ولا بد ..!
قال تعالى:) وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (. وفي الحديث فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" حليف القوم منهم ..".
لذا نهيب بجميع المسلمين في الكردستان بأن يتقوا الله .. وأن يكونوا ـ بجميع تكتلاتهم وتجمعاتهم ـ صفاً واحداً .. ويداً واحدةً .. وقلباً واحداً .. أمام أعداء الأمة والملة .. وأمام كل خطبٍ يتهددهم .. ويتهدد أمنهم ووجودهم!
كما ونهيب بهم بأن يتقوا الله في إخوانهم .. وفي حرمات وأطفال ونساء إخوانهم .. فحذاري أن تقول كل جماعة: هذا الأمر لا يعنيني .. لا يخصني .. المهم أن أسلَم .. ويسلَم حزبي أو تسلم جماعتي .. ولو هلك الآخرون ..!!
فهذه النظرة الأنانية إضافة إلى كونها مخالفة لتعاليم الشريعة .. ولعقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. كما تقدم .. فهي خطأ من جهة البعد الأمني لجميع الجماعات الإسلامية؛ لأن عمليات الإبادة والتصفية التي يشنها القوم على المسلمين .. لن تقتصر على عناصر أنصار الإسلام وحسب .. وإنما هم أول ما يُبتدأ بهم .. فإن انتهوا منهم انطلقوا إلى غيرهم من الجماعات والأفراد .. وهكذا إلى أن ينتهوا من القضاء على آخر نفَس إسلامي في المنطقة يقول ربي الله ..!!
كل جماعة ستؤكل ستقول يوم أن تُؤكل: أُكلتُ عندما أُكلت جماعة أنصار الإسلام .. أُكلتُ يوم أن خذلتُ جماعة أنصار الإسلام ..!!
نسأل الله تعالى أن يحفظ أنصار الإسلام .. وجميع المسلمين من كل سوء .. وأن ينصرهم على أعدائهم أعداء الدين .. إنه تعالى سميع قريب مجيب .. والحمد لله رب العالمين.
11/3/1423هـ. عبد المنعم مصطفى حليمة