س46: ورد سؤال لك حول سرقة الكهرباء من النظام الطاغوتي، وكانت إجابتك أنه لا يجوز ذلك لأن هناك عهد !! فهل يعتبر عهداً وعقداً ما أخذ بالحديد والنار من قبل أنظمة الكفر والردة في بلادنا، أليس هذا عهد باطل .. أليس من شروط العقد رضا الطرفين .. ولا شك أن جل الموحدين غير راضين بهذا العقد الجائر؛ حيث أننا ندفع ثمن الكهرباء أضعاف مضاعفة لينعم الطواغيت وعائلاتهم بالدفء المجاني، بل حتى إن عساكرهم الذين يحمون عروشهم لا يدفعون ثمن الكهرباء وإذا دفعوا كان الثمن زهيداً .. فهل هذا من الحق وهل هذا عقد حق .. أليس قد قال الفاروق عمر لست بالخب وليس الخب يغلبني!.. أرجو منك ـ ومثلي لا ينصح مثلك ـ مراجعة المسألة أو توضيحها بشكل جلي .. وجزاكم الله خيراً ؟؟!!
الجواب: الحمد لله رب العالمين . نسبت إلي كلاماً لم يرد في السؤال الذي وردني حول " الكهرباء " ولا في جوابي عليه .. أنظر سؤال رقم ( 9 ) !
والذي أفيدك به هنا كالتالي:
1- عندما أجبت على سؤال السائل حول امتناع أحد الإخوان عن دفع فواتير الكهرباء المستحقة عليه .. إنما أردت ـ وهذا الذي فهمته من السؤال ـ الأخ أو الأخوان الذين يقيمون في دول الغرب بصورة لاجئين أو غير ذلك .. والأخوة هؤلاء لا شك أنهم في أمان وعهد مع القوم لا يجوز لهم أن يغدروا به كما أفدت في جوابي على السؤال ..!
والسؤال ـ وكذلك الجواب ـ لم يرد فيه ذكر للأنظمة المرتدة وطريقة التعامل معها .. وهل العلة المانعة من سرقة هذه الأنظمة الأمان أم لا ..!!
2- ما يتعلق بدفع فواتير الكهرباء المستحقة في ظل الأنظمة المرتدة المعاصرة أرى أن تدفع ولا يجوز غير ذلك .. وذلك أن شركات الكهرباء هي ملك عام وهي قائمة من مجموع مشاركات المسلمين في تلك الديار .. فكل مسلم له فيها حق وسهم من خلال مشاركته فيها ودفع الرسوم المستحقة عليه .. وبالتالي فإن سرقة هذه الشركات وعدم تسديد الفواتير المستحقة لها هو في حقيقته سرقة لمجموع هؤلاء المسلمين .. وهذا لا شك في حرمته .. فتنبه لذلك !
3- كون الطاغوت وجنده يظلمون الناس، ويأخذون الكهرباء ـ التي هي ملك عام لجميع أفراد المجتمع ـ من دون مقابل، أو يدفعون ثمناً زهيداً مقابل ذلك .. فهذا كله لا يبرر لك أن تسلك مسلكهم أو تتخلق بأخلاقهم .. أو تظلم الناس مثلهم .. فإن كانوا هم لصوصاً فلا يليق بأهل التوحيد أن يكونوا مثلهم لصوصاً ..!
فإن أبيت إلا أن تفعل ويفعل معك إخوانك من الموحدين ما فعلوا .. فإن عامة الناس سيقولون .. وحق لهم أن يقولوا: كنا نُظلم ونُسرق من الطاغوت وجنده .. والآن نُظلم ونُسرق من الطاغوت الحاكم وجنده .. ومن الموحدين .. ودعاة التوحيد .. وإذا كان أهل التوحيد قبل التمكين يظلموننا ويسرقوننا، فكيف بهم بعد التمكين ..؟!!
فكما رميت الطاغوت بظلمك وسرقته للمال العام .. سيأتي من يرميك بما رميت به الطاغوت إن فعلت فعله ..!
3- أما كلامك عن العقد والتعاقد .. فأنت غير مكره ولا مجبر ـ بالحديد والنار كما ذكرت ـ على التعاقد مع شركة الكهرباء ـ التي هي ملك لجميع أفراد المجتمع ـ عندما تقدم لها الطلبات ـ بملء إرادتك ـ لكي تدخل إلى منزلك الكهرباء مقابل أن تلتزم بما يترتب عليك من حقوق نحوها .. ولا دخل للطاغوت في هذا النوع من العقود والمعاملات .. فلا نُقحم الطاغوت في كل شيء .. أو نبرر لأنفسنا أن نفعل كل شيء باسم الطاغوت ومعاداة الطاغوت ..!!
وقد تقدمت الإجابة على نحو ما ورد في سؤالك .. أنظر سؤال رقم ( 32 ).