387: شيخنا الفاضل .. ما قولكم فيمن يعترض على قوله تعالى:)إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ( وقوله تعالى:)أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ( بأن النبي صلى الله عليه وسلم شريك لله تعالى في الحكم، وكذلك الإجماع والقياس ونحو ذلك .. نرجو الإجابة لحصول الخلاف حول ذلك مع بعض الإخوان .. وجزاكم الله خيراً ؟!
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا يعترض هذا الاعتراض إلا جاهل بالتوحيد .. وذلك أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم من طاعة الله عز وجل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بما أمر الله به .. وهو مُبلغ لا يُشرع شيئاً من تلقاء نفسه حاشاه، قال تعالى:) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ( وقال تعالى:)قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ( . وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (. وقال تعالى:) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (. وقال تعالى:) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (. وقال تعالى:) وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ (. ومما آتانا به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند ربه اعتبار الإجماع والقياس، كما قال تعالى:) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (. من هذه الآية وغيرها استدل أهل العلم على وجوب العمل بالإجماع، إذ لا تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة.