س383: ما هي صفات الفئة الباغية، وما هو حكم قتالها، مع ذكر الدليل ..؟!
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الفئة أو الطائفة الباغية هي الطائفة التي تعتدي على طائفة أخرى ثم تمتنع بالقوة عن الانصياع إلى الحق، وعن الإمساك عن الاعتداء .. وبغيها لا يلزم خروجها من الإسلام .. ولا التعامل معها كما يكون التعامل مع الطائفة المرتدة أو الكافرة.
والواجب من حيث التعامل معها حملها بالنصح ـ ما أمكن ـ على الإصلاح والرجوع إلى الحق .. والإنابة إليه .. فإن أبت وأصرت على التمادي بالظلم والاعتداء والقتال .. قُوتلت ـ من قبل جهة إسلامية تملك القوة على فك النزاع ـ حتى تفيء وتنصاع إلى حكم الله تعالى؛ وترضى بالصلح كما قال تعالى:) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(الحجرات:9.
وفي الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " قلت: يا رسول الله! هذا نصرته مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً؟ قال صلى الله عليه وسلم:" تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه ".
ومما يُستفاد من الحديث أن أخوة الإسلام لم تُسلب عن المسلم في كلا الوصفين: سواء كان مظلوماً أم ظالماً معتدياً.
وكذلك في الآية الكريمة فقد سمى الله الطائفتين الباغية والمعتدى عليها بالمؤمنين، وبأنهم أخوة، كما في قوله تعالى:) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(الحجرات:10.