س712: قلت في جواب سابق:" قادة الإخوان في مصر ليسوا كلهم على مستوى واحد من الخلق والالتزام والتدين، فمنهم الصالح .. وهم درجات .. ومنهم الطالح .. وهم كذلك درجات .. فهؤلاء جميعاً ليس من الفقه ولا العلم والإنصاف أن يوضعوا كلهم في سلة واحدة ..".
وسؤالي هو : أليس قادة الإخوان كلهم وبلا استثناء يؤمنون بالمنهج الإخواني الرافض لمبدأ الجهاد ضد الحكام المبدلين لشرع الله، فضلاً عن إيمانهم العميق بشرعية البرلمانات التشريعية التي تشرع للناس ما لم يأذن به الله .. أليس كل قادة الإخوان يرحبون بما يسمى محاربة الإرهاب بالمفهوم الأمريكي .. أليسوا كلهم يداهنون الحكومات ويرفضون تكفير الحكام المعاصرين الذين لم يعد هناك شك في كفرهم .. أليس قادة الإخوان مرجئة في مسائل الإيمان والكفر .. أليسوا يؤمنون بما يسمى تسامح الأديان وحوار الحضارات والتقريب بين مذهب السنة والشيعة .. لقد خرج علينا الهضيبي قبل فترة ليقول : " لا يجوز الخروج للجهاد في العراق دون استئذان الحكومات "، وهذا الشيخ يُعتبر المرشد العام للجماعة، فإذا عرفنا أشد قادتهم صلاحاً وإيماناً وهم على هذا الحال الذي تقدم ذكره ، فما هو حكمهم الشرعي؟؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. نعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين قد غيرت وبدلت كثيراً مما كانت عليه من قبل .. وهي بما آلت إليه من مواقف .. جماعة ضالة ومنحرفة .. يتخلل برامجها وأفكارها وشعاراتها بعض معاني الكفر والشرك .. وجماعة الإخوان كذلك غير منسجمة فيما بينها .. فقد تجد فيها السلفي التقليدي كما تجد فيها الصوفي .. والجهادي وغير الجهادي .. والديمقراطي والكافر بالديمقراطية .. والعلماني وغير العلماني .. والناقم على الأنظمة المعاصرة والذي يميل إلى مداهنتهم والركون إليهم .. والصالح التقي المهتم بشؤون نفسه وأهله .. والفاسق الشقي .. والمنتمي إليهم لمصلحة خاصة ولغير مصلحة .. كما يتخللها عناصر وقعت في الردة، وتقترف الكفر البواح جهاراً نهاراً .. فهي خليط من كل هؤلاء .. هذا نقوله .. ويمكن قوله .. أما أن نقول " قادة الإخوان .. وعناصرهم .. كلهم وبلا استثناء " سواء في الكفر والضلال .. ثم نصدر فيهم جميعهم حكماً واحداً .. فهذا قول لا نتجرأ عليه .. ولا نراه صواباً وعدلاً .. كما أننا لا ننصح به الآخرين .. والله تعالى أعلم.