recent
آخر المشاركات

شبهة حصر جزيرة العرب بمكة والمدينة

          س648: سؤالي عن شبهة يثيرها من يرقع لوجود المشركين في جزيرة العرب؛ ألا وهي أن المشركين كانوا في زمن أبي بكر، وصدر خلافة عمر، وأجلاهم عمر بعد ذلك .. وهذا يعني لو كان إخراجهم واجباً لما أقرهم أبو بكر في جزيرة العرب طيلة حكمه .. فما هو الرد على هذه الشبهة؟
          ثم ما هي حدود جزيرة العرب حسب أقوال علماء الأمة .. فهناك من لبس على الناس فحصروها في مكة والمدينة .. وجزاكم الله خيراً؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. إخراج اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين من جزيرة العرب واجب، والأمر بتنفيذ هذا الواجب لم يكن على وجه الإلزام الفوري وإنما رُهن بحسب القدرة والظروف التي تُمكن وتسمح للمسلمين من تنفيذه وإن طال زمن تنفيذه بعض الوقت، وهذا المستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم وغيره:" لئن عشت ـ إن شاء الله ـ لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلماً ". وذلك عندما يحين الوقت المواتي والمناسب لذلك، وكان هذا الوقت المتاح والمناسب في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبخاصة إذا علمنا انشغال أبي بكر رضي الله عنه بحروب الردة التي استغرقت كثيراً من طاقات الدولة الإسلامية، واتسعت لمساحات واسعة منها، حتى أنه قيل قد ارتدت جميع قبائل العرب باستثناء مكة والمدينة، والطائف .. فكان من الحكمة حينئذ أن لا يُعدد الجبهات، وأن لا يجمع بين محاربة المرتدين وبين إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب .. لذا لم يتحقق إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وإنما تحقق في عهد عمر رضي الله عنه عندما خنست الفتن، وقويت الدولة، واتسعت رقعتها، والله تعالى أعلم.
          أما حدود جزيرة العرب: فقد أخرج أبو داود في سننه عن سعيد بن عبد العزيز، قال:" جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن، إلى تخوم العراق إلى البحر".
          قال أبو داود: قال مالك: عمر أجلى أهل نجران، ولم يُجلوا من تيماء لأنها ليست من بلاد العرب، فأما الوادي فإني أرى إنما لم يُجل من فيها من اليهود أنهم لم يروها من أرض العرب ا- هـ. والمراد بالوادي وادي القرى وهو ما بين المدينة والشام، وهي أقرب للشام منها إلى المدينة، وكذلك تيماء فهي مدينة في أطراف الشام.
          قال الخطابي في معالم السنن: قال الأصمعي هي من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول، وأما العرض: فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام ا- هـ. 
          قال شيخنا حمود بن عقلاء الشعيبي ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم القول المختار: فأما الدول الواقعة فيها فمنها جمهورية اليمن، والمملكة، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، وعُمان ا- هـ.

          قلت: قوله " والمملكة " أي المملكة العربية السعودية ينبغي أن يُستثنى منها تبوك وما والاها من الجنوب فهي داخلة في الشام وليس في الجزيرة العربية، والله تعالى أعلم.  
google-playkhamsatmostaqltradent