GuidePedia

0

هناك من يسأل: أنني ممن قد أفتوا بعض الفصائل في مطلع الثورة بجواز تلقي دعماً غير مشروط، وبخاصة إن كانت الشروط لها مساس بحرية القرار العسكري، والسياسي للثورة .. نعم؛ هذا قد صدر عني، لا أنكره .. وهو مثبت في موضعه من كتابنا " دفتر الثورة "، لم ولن نحذفه .. فالمسألة على خطورتها وحساسيتها لم تأت من فراغ، ومن دون مستند شرعي وعقلي، حيث أحياناً توضع بين خيارين كلاهما ضرر ومر، ولا بد لك من أن تختار، فعندما تخير ــ مثلاً ــ بين الموت والسجن، وانتهاك الأعراض، وبين أكل الميتة ولحم الخنزير، فالضرورة هنا تبيح لك أكل الميتة ولحم الخنزير، فضلاً عن الاستعانة بدعمٍ غيرِ مشروط .. فالخطورة ليست هنا .. والمسألة لو طًرحت مرة ثانية من هذه الزاوية وحسب، لربما عدنا فقلنا بنفس قولنا السابق .. وإنما الخطورة أن تصبح هذه الحالة الاستثنائية حالة دائمة ومستقرة للثورة، وأن ندمن أكل الميتة ولحم الخنزير في ضرورة وغير ضرورة، ومن دون عمل على دفع أسباب وظروف تلك الضرورة التي أباحت لك المحظور .. هنا تكمن الخطورة!

الخطورة تكمن في أن تصادف هذه الفتوى نفوساً ضعيفة، تجعل منها حالة دائمة للثورة، وذريعة للسقوط، والارتماء، والعمالة، والاستجداء، والثّراء، وأكل الحرام .. هنا تكمن الخطورة .. ويكمن الانحراف الذي يستوجب الاستدراك والتصحيح.




إرسال تعليق

 
Top