بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
إنه لمن المُحزن حقاً أن يُغيَّب صانعي الأحداث عن الوجود .. وعن الحديث عن بعض ما قدموه بدمائهم وعرقهم للأمة والإسلام والمسلمين .. ليأتي من ينوب عنهم في الحديث .. وقطف ثمار جهادهم .. من ليس لهم في الأمر شيئاً .. ومن دون أن يردوا لذوي الفضل فضله .. وكأنهم هم الذين قدموا وجاهدوا .. وضحوا!
إنه لمن المُحزن حقاً أن تُغيَّب الأسود في غياهب السجون .. ويُغيَّب ـ عن سابق عمد وإصرار ـ ذكرها؛ لتنفرد الفئران الجبانة في التباهي والتماجد .. والحديث عن الأمجاد .. والبطولات .. والحقوق .. والتمثيل لشعب أسير مقهور!
قدَّر الله ـ لأسباب عدة ليس هنا موطن ذكرها ـ أن يُعتقل الأخ الشيخ المجاهد الكبير أمير المجاهدين .. عدنان عُقلة .. أسد من أسود التوحيد والجهاد .. ومعه ثلَّة من الأُسْد المجاهدين الأبطال من خيرة وصفوة مجاهدي بلاد الشام .. وكان ذلك عام 1983م، فتنفس النظام النصيري البعثي الطاغي الحاكم في سورية الصعداء .. وتنفس معه الشّانئون الحاسدون المتذبذبون المنافقون .. حيث قد خلت لهم ـ من بعد اعتقال الشيخ المجاهد ـ الساحة .. يسيحون فيها ويمرحون .. ويُزاودون .. ويكذبون .. ويبيعون ويشترون .. ويُنافقون .. ومن دون أن يجدوا لهم مُعارضاً، أو مؤنِّباً!
من ذلك التاريخ وإلى الساعة لا يزال الشيخ المجاهد وإخوانه قابعين في غياهب سجون الطغاة المجرمين قرامطة العصر .. ومن دون أن يذكرهم .. أو يخصهم بالذكر أحد!
ليس العتب على العلمانيين ممن يزعمون أنهم يهتمون بحقوق الإنسان .. عندما يتعمدون عدم ذكر الشيخ ومن معه من المجاهدين الأحرار .. وما يلقونه من معاناة في غياهب سجون الطغاة .. ومنذ أكثر من عشرين عاماً!
وإنما العتب على من يُحسبون على الاتجاه الإسلامي من الإخوان المسلمين .. عندما يتصدرون وسائل الإعلام .. يتشدقون ويتماجدون بثوب لم يلبسوه .. ممثلين بشخص مراقبهم " علي البيانوني " .. حيث هذا المذكور لم يدع شيوعياً ملحداً .. ولا زنديقاً مرتداً .. إلا ويُظهر حزنه وشفقته ودعمه وتأييده له .. ويسلط الضوء على قضيته ومحنته مع النظام الطائفي البعثي ـ ليظهر للأعداء أنه ديمقراطي ووطني ومن دعاة الوحدة الوطنية ـ إلا عدنان عقلة ومن معه من الأخوة المجاهدين .. لم يُشِر قط إلى محنتهم .. ولا إسمهم .. وما يتعرضون له من معاناة في غياهب السجون .. وكأنهم ليس لهم حقوق أو حرمة تُصان!
أهكذا يابيانوني تكون نصرة المسلم لأخيه المسلم .. أهكذا يكون الذبُّ عن حقوق وحرمات المسلمين ـ وبخاصة منهم الصفوة من المجاهدين ـ في ظهر الغيب؟!
هذا الظلم .. والتجاهل .. والتعدي .. قد ألفناه منكم منذ زمن .. ولا نتوقع منكم سواه .. ولكن لا بأس أن تتعرف الأجيال الصاعدة والقادمة على بعضٍ منه .. حتى لا تؤخذ على حين غرة منكم .. كما أخذ غيرهم!
حسبك وعداً ووعيداً قوله صلى الله عليه وسلم:" ما من امرئٍ يخذلُ امرءاً مسلماً في موطنٍ يُنتقص فيه عِرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته، إلا خذله الله تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا نصره اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَه ".
ونحن نعلنها وبكل وضوح أن الشيخ المجاهد " عدنان عُقلة " ومن معه من الأخوة المجاهدين .. دَين في أعناقنا ما حيينا .. ودينٌ في أعناق المجاهدين الأحرار .. أسود التوحيد .. من بعدنا .. لنحاسِبنَّ النظام الطائفي النصيري البعثي .. على ما فرَّط بحقهم ولو بعد حين .. وإنه ليوم آتٍ .. وما ذلك ببعيدٍ بإذن الله!
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
13/12/1426 هـ / 12/1/2006م.