بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
منذ زمن ليس بالقريب تردني الأسئلة عن الأشخاص التالية أسمائهم: المدعو " جمال البنا " الشقيق الأصغر لحسن البنا رحمه الله، والمدعو " حسن الترابي " السوداني، والمدعو شيخ الأزهر محمد سيد الطنطاوي .. بسبب ما يثيرونه بين الفينة والأخرى ـ باسم الإسلام ـ من شغب وتصريحات وفتاوى مزعومة تضاد وتُناقض ما هو معلوم من الدين بالضرورة .. وما نص عليه الكتاب والسنة .. يتطاير بها الإعلام العلماني الفاجر فرحاً وطرباً لينشرها في الأمصار .. رغبة وحباً منهم في أن تشيع الفتنة والفاحشة في الذي آمنوا .. وليقولوا للناس: انظروا هاهم كبار الدعاة والمفكرين المسلمين .. يقررون ويدعون إلى ما كنا ولا نزال ندعو إليه: وبخاصة فيما يتعلق بالمرأة وتبرجها وتحررها من دينها وحشمتها وحجابها .. وما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة والحياة .. وما يتعلق بالإباحية الفكرية العقدية التي تعني حرية الارتداد والانسلاخ عن الدين الإسلامي لكل من يرغب ويشاء!
فوجدت نفسي ملزماً بالجواب والبيان .. وبخاصة أن المذكورين أعلاه لم يعد يقف شرهم وفسادهم عند حدٍّ؛ بل هم في غيهم وضلالهم يعمهون .. جعلوا من أهوائهم حكماً على دين الله وعلى النص الشرعي .. فحسنوا الباطل وقبحوا الحق .. وأحلوا الحرام وحرموا الحلال .. وهم في حرب مسعورة ومستمرة ضد ثوابت هذا الدين، وما أجمع على صحته النقل والعقل؛ مثلهم مثل كلب عقور أجرب مسعور .. كيفما وجهته ينبح ويؤذي، ويلهث، وكما قال تعالى عن قدوتهم ومثلهم الأعلى؛ قدوة علماء السوء والفجور والخيانة " بلعام " الذي خان أمانة العلم وما آتاه الله من الآيات:) فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف: 176.
فأقول: منذ زمنٍ وأنا أتابع أقوال وتصريحات ومواقف هؤلاء النفر الثلاثة الواردة أسماؤهم أعلاه .. والتي يصدرونها باسم الإسلام، وعقيدة الإسلام زعموا .. والإسلام منهم ومن أقوالهم ومواقفهم براء .. وفي كثير من الأحيان كنا نجتهد في أن نجد لهم عذراً أو تأويلاً يجعلهم في خانة من اجتهد فأخطأ وله أجر واحد على ما اجتهد فاخطأ فيه .. إلا أنه من خلال المتابعة ومع الزمن فقد ظهر لي أن مرادهم ومُرامهم .. هدم الإسلام .. والتشكيك بإصوله وثوابته .. ونشر الفاحشة والفتنة في الذين آمنوا .. ليصدوهم عن دينهم الحق .. ابتغاء مرضاة أمريكا والغرب .. ومرضاة أسيادهم من طواغيت الحكم والكفر!
لم يكن غرضهم الاجتهاد والبحث عن الحق .. وإنصاف الحق .. ثم وهم في غمرات البحث اعتراهم خطأ غير مقصود .. كما يعتري غيرهم من أهل العلم والاجتهاد .. وإنما تبين أن غرضهم البحث عن قول شاذ وضعيف .. وغريب .. أو فهم سقيم .. أو ذلة لعالم ـ وما أكثر زلات العلماء عبر التاريخ ـ لينتصروا بها .. وينصروا ما هم عليه من أقوال ومواقف باطلة شاذة لا يمكن أن تصب إلا في خانة الخيانة .. والزندقة .. والعداوة الصريحة لله ولرسوله وللمؤمنين!
ما من موقف مثير يقفونه .. إلا وتراه يصب في خانة خدمة أعداء الأمة على أمة
الإسلام .. وأول من يفرح له هم أعداء الأمة .. فوجود هؤلاء وأمثالهم في جسد الأمة
مطلب هام من مطالب أعداء الأمة؛ لأن الذي يتحقق عن طريقهم بأيام قد لا يستطيع
العدو الصريح في عداوته للإسلام والمسلمين أن يحققه في سنوات وربما في عقود!
العدو الكافر لا يمكن أن تكون له موطئ قدم في أرض وبلاد الإسلام .. إلا بعد أن
يتحقق له أمران .. طالما سعى لهما سعيهما، وتمناهما في الأمة:
أحدهما: أن تشيع الإباحية الفكرية الثقافية العقدية .. وتُتاح الفرصة للمسلمين بأن
يتحللوا من عقيدتهم ودينهم .. ويرتدوا عنه إلى أي دين أو مذهب آخر شاؤوا ..
ويُغيروا ولاءهم من أي ثقافة إلى أي ثقافة أخرى لو شاؤوا ومن دون أن يجدوا أي حرج
أو مانع يمنعهم من ذلك .. لعلمهم المسبق أن المرء الذي يوالي ثقافة معينة أو ديناً
معيناً فهو مباشرة وتلقائياً يوالي أهل تلك الثقافة وأهل ذلك الدين، ويُعادي أعداء
تلك الثقافة، وأعداء ذلك الدين!
وهؤلاء الثلاثة المذكورة أسماؤهم أعلاه قد حققوا لهم هذا المطلب في الأمة؛ وذلك
عندما جحدوا حكم الردة في الإسلام والنصوص الشرعية من الكتاب والسنة الدالة عليه
.. وقالوا حد الردة ليس من الإسلام في شيء .. وشنعوا على من يقول به .. وقالوا:
المسلمون لهم كامل الحق والحرية في أن يرتدوا عن دينهم لو شاؤوا .. وأن يعتقدا ما
شاؤوا .. ويتدينوا بالدين الذي يشاؤون .. وهذه من الحرية الشخصية والدينية .. إذ
لا إكراه في الدين .. وهذا من ضمن حرية الاعتقاد والتعددية التي يُنادون بها!
ومن حق النصارى ـ وغيرهم من أهل الأديان الأخرى ـ أن يمارسوا التبشير لدينهم بين
المسلمين .. ليفتنوهم ويردوهم عن دينهم إن استطاعوا .. شريطة أن لا يمارسوا سياسة
الإكراه على من يدعونهم .. فأعطوا بذلك المبرر والمسوغ لأعداء الأمة في أن يغزوا
الأمة ثقافياً وفكرياً ودينياً .. كما أعطوا المسلمين المسوغ والمبرر في أن
يتهاونوا بشأن دينهم وأن يتدينوا بالدين الذي يشاؤون؛ إذ لا يجوز الإنكار عليهم ..
كما لا يجوز أن يُكرهوا على البقاء على دينهم!
ثانياً: أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .. وأن يتحللوا من قيم وأخلاق العفة
والحياء، والحشمة، والشرف .. ولكي يتحقق لأعداء الأمة هذا المطلب في الأمة وشباب
الأمة .. لا بد أولاً أن تتحرر المرأة من حجابها وحيائها وعفتها وشرفها .. وتُحمل
ـ وهي في زينتها وفتنتها ـ على مخالطة الرجال في جميع الميادين .. لعلمهم المسبق
أن المرأة إذا فسدت فسد معها المجتمع كله، كما وأنها إذا صلحت صلح معها المجتمع
كله!
وشيوخ السوء الثلاثة هؤلاء المذكورة أسماؤهم أعلاه قد حققوا ـ وعن سابق قصد ـ هذا
المطلب لاعداء الأمة، فقال بعضهم: الحجاب ليس فرضاً ولا واجباً على المرأة .. ولا
هو مشروع بل هو من العادات الموروثة السيئة .. والاختلاط مع الرجال واجب وضروري ..
وفصل النساء عن الرجال تخلف وجريمة .. ويجب على المرأة أن تُخالط الرجال في جميع الميادين
.. بما في ذلك الصلاة؛ فالمرأة يجوز لها أن تؤم المصلين من الرجال .. كما يجوز لها
أن تقف بجوار الرجل في نفس الصف وتلتصق به لكن ليس كثيراً حتى لا تُثار الشهوة ..
ومنهم من توسع ـ وهو جمال البنا ـ فأحل الزنى الصريح عندما رفض ـ مستهجناً
ومتهكماً ـ أن يكون من شروط صحة عقد النكاح بين الرجل والمرأة الشهود، والمهر،
والولي بالنسبة للمرأة .. واكتفى بأن يتم الرضى والتوافق بين الطرفين الرجل
والمرأة .. كشرط وحيد لصحة العقد والزواج .. ومن دون ولي للمرأة، ولا شهود، ولا
مهر .. وهذا عين الزنى الصريح .. وعين ما يدعو إليه الإباحيون في أمريكا ودول
الغرب!
فشيوخ السوء والفسوق: لا يكتفون بأن يفسدوا على الناس دينهم وأخلاقهم في أسواقهم
وجامعاتهم ومدارسهم .. وأماكن عملهم .. بل يريدون أن يفسدوهم ويُسيئوا إليهم حتى
في عبادتهم وفي مساجدهم!!
هؤلاء لا يريدون للخنا
والفجور والفسوق أن ينتشر في الأسواق والجامعات وأماكن عمل الناس وحسب .. بل
يريدون كذلك أن ينتشر ويسود حتى في المساجد وأماكن العبادة!!
فأي خدمة تعلو هذه الخدمة تُقدم للشيطان .. ولأمريكا .. وحلفائها .. وعملائها من
طواغيت الحكم والفسوق والفجور!
قال تعالى:) إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ (النور:19.
من أقوال ومواقف جمال البنا على سبيل المثال لا الحصر:
جحود ونكران حد الردة، والأدلة الشرعية الدالة عليه .. جواز إمامة المرأة الرجال
.. السنة النبوية تصلح لزمان النبي r وليس لزماننا .. الحجاب على المرأة غير واجب
ولا مشروع .. وأن شعرها غير عورة .. وأن للمرأة أن تصلي وهي كاشفة عن رأسها وشعرها
.. والحجاب يتنافى مع حقوقها كإنسان .. وأن الحجاب يمنع المرأة من المشاركة في
الحياة العملية .. وجحد جميع النصوص الشرعية الواردة في الكتاب والسنة الدالة على
وجوب الحجاب على المرأة .. وأن الكلام عن الحجاب هو كلام الفقهاء أو تقاليد
بالية من أقدم العصور .. المقصود من الحجاب تحقير المرأة وعزلها عن المجتمع ..
النقاب عار على المرأة أن تضعه .. الظروف تغيرت وبالتالي لا بد من أن تتغير
المفاهيم الشرعية لتواكب الظروف المستجدة والمستحدثة .. على المسلمات في الغرب أن
يعشن من دون حجاب ومن الحماقة أن يثرن مشكلة من أجل الحجاب .. وأن الاختلاط بين
الجنسين ضروري، والفصل بينهما عملية وحشية .. تحليله للزنى كما تقدم، وأن رضى
الطرفين ـ الرجل والمرأة ـ وتوافقهما كافٍ لصحة الزواج .. وجحد الأدلة الدالة على
شرطية الشهود، والمهر، والولي بالنسبة للمرأة .. تقديمه للعقل والهوى على النقل
الصحيح .. لا يجوز للرجل أن يطلق زوجته إلا بموافقة زوجته .. وطلاق الرجل لزوجته
من دون موافقتها ورضاها في منتهى الإجرام والظلم .. وأن الرجل لو طلق زوجته ألف
مرة ومن الصباح حتى المساء فطلاقه لا يقع ولا يُعد طلاقاً إلا بعد موافقة المرأة
.. تقديمه للعقل والهوى على النقل الصحيح .. وقوله بالديمقراطية بمعناها الإباحي
المعمول به في بلاد الغرب تحت عنوان احترام الحريات .. يجب الفصل بين الدين
والدولة، كما يجب حذف عبارة " الإسلام دين الدولة " من الدستور المصري
لأنها تسبب حساسية للأخوة الأقباط الذين يجب أن يشعروا أن الدولة دولتهم .. كلام
سيد قطب عن الحاكمية الإلهية وأن الجهاد شُرع لإنقاذ البشر من حكم البشر لينقلهم
إلى حكم الله تعالى، هذا كلام فارغ وحلم مستحيل لو طبق ستكون بلوى سوداء .. آية
الجزية شذَّت عن باقي الآيات ولم يطبقها الرسول ولا الخلفاء من بعده .. الأحاديث
النبوية التي لا تتفق مع القرآن ـ بحسب فهمه وهواه ـ مرفوضة .. حد الردة لا وجود
له في القرآن إذن لا وجود له في الإسلام .. الإسلام ليس دين ودولة، والإسلام لا
يمكن أن يكون دولة .. كل فتاوى الأئمة عوائق لتحديث الفكر الإسلامي .. وغير ذلك من
الاطلاقات والمواقف التي مفادها هدم الإسلام، ونقض أصوله وثوابته .. وفتنة الناس
وصدهم عن دين الله تعالى!
من أقوال ومواقف " حسن الترابي " على سبيل
المثال لا الحصر: حرية الاعتقاد بما في ذلك حرية الارتداد عن الدين ..
وجحوده لحد الردة والأدلة الدالة عليه .. قوله بأن الديمقراطية وحي من السماء .. الحجاب
على المرأة غير واجب .. والحجاب هو عبارة عن ستر الصدر وحسب .. يجوز للمسلة أن
تتزوج من كفار ومشركي أهل الكتاب .. والقول بخلاف ذلك مجرد أقاويل وتجهيل وتخريصات
وأوهام وتحنيط للعقول .. وجحوده للآيات والأحاديث التي تُحرم ذلك .. جواز اختلاط
النساء بالرجال في جميع مجالات الحياة بما في ذلك إمامة المرأة للرجال .. وأن تقف
مع الرجال جنباً إلى جنب وفي صف واحد .. وأن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل
تماماً وتوازيه بل أحياناً تكون أفضل منه وأعلم وأقوى .. وجحد قوله تعالى:) وَاسْتَشْهِدُواْ
شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ
وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا
فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى (البقرة:282. وعد القول
بأن شهادة الرجل بشهادة امرأتين عبارة عن أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب
وسجن العقول في الأفكار الظلامية .. رده للسنة وتقديم عقله وهواه عليها وما أكثر
ذلك لو أردنا الإحصاء والتتبع .. إنكاره لحد رجم الزاني المحصن .. تعطيله العمل
بالحدود الشرعية أبان فترة حكمه للسودان والتي امتدت لأكثر من عشر سنوات .. جحوده
للنصوص الشرعية الدالة على نزول عيسى u، وظهور المسيح الدجال .. تهكمه بالنبي r وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم ..
وطعنه بالصحابة .. وقوله بضرورة تجديد أصول الدين وقواعده وفق هواه لتواكب مستجدات
العصر وحاجياته كما يزعم .. وفي حقيقة أمره يعني هدم الأصول المتفق عليها بين أهل
العلم .. تمجيده للشيعة الروافض، والخميني، والثورة الإيرانية .. تحالفه مع نصارى
الجنوب المحاربين ضد مسلمي الشمال، ومن دون علم السلطات السوداني المسؤولة، والتي
كانت وقتها لا تزال في حرب مع جون كرن وجماعته .. وهو من أكبر الأسباب في قوة شوكة
نصارى الجنوب على مسلمي الشمال .. تغييب عقيدة الولاء والبراء في الله ودعوته إلى
قيام جبهة المؤمنين بين المسلمين والنصارى واليهود، وقد سماها جبهة أهل الكتاب ..
ومن خياناته لشعبه وبلده ما صرح به مؤخراً عن استعداده للوشاية إلى طاغية مصر
ومخابراته عن بعض الشخصيات السودانية الكبيرة التي شاركت في محاولة اغتياله في
أثيوبيا .. ليُحيي بذلك الفتنة بين البلدين والشعبين من جديد بعدما انتهت ونُسيت
.. ولو أردنا أن نحصي ما يؤخذ على هذا الرجل من أقوال ومواقف لطال بنا المقام،
ولسودنا عشرات الصفحات وفيما تقدم كفاية لبيان ضلال الرجل وزندقته.
من أقوال ومواقف شيخ الأزهر " محمد سيد الطنطاوي
" على سبيل المثال لا الحصر: من حق المسؤولين الفرنسيين إصدار قانون
يحظر ارتداء الحجاب على المسلمات في مدارسهم ومؤسساتهم الحكومية .. فرض الحجاب
يُطبق على المرأة المسلمة في حال إقامتها في بلد مسلم وحسب .. وقوله إن فرض حظر
على ارتداء الحجاب في مدارس فرنسا شأن داخلي، لا يحق لأحد
التدخل فيه .. لا اعتراض لنا إذا أصدرت فرنسا قانوناً كهذا .. من حق كل دولة أن
تصدر من القوانين ما يُناسبها .. فنصر بذلك الكفار على المسلمين .. وقوله بجواز
تولي المرأة منصب رئاسة الدولة الإسلامية الإمامة العامة ..وقوله بحل الربا صراحة
وإباحة الفوائد البنكية .. إعرابه عن استعداده التدخل ليثني " وفاء قسطنطين
" عن إسلامها، وليقنعها بأن تعود إلى نصرانيتها .. فهو ليس فقط يقر بحرية
الارتداد عن الدين بل يسعى ليحمل المسلمين ـ ممن منَّ الله عليهم بنعمة الإسلام ـ
على الارتداد عن الدين .. وقوله بحرية النصارى أن يبشروا لدينهم بين المسلمين
ليصدوهم عن دينهم بشرط اجتناب الإكراه .. وقوله المتكرر المصريون جميعاً متساوون
في الحقوق والواجبات، ولا فرق بين مسلم ومسيحي .. واعترافه بالكيان الصهيوني
وإعرابه عن استعداده لزيارة إسرائيل لو وجهت له دعوة بذلك .. وقوله بأن الإسلام لا
يحرم التطبيع مع دولة إسرائيل طالما كان التطبيع في غير الدين .. إضافة إلى تمجيده
لكثير من طواغيت الحكم والكفر الذين ابتليت بهم الأمة وإلى درجة الكذب الصريح؛
كثنائه على جهود طاغية تونس الساعية إلى إرساء وإعلاء قيم الدين الحنيف، ومبادئه
السمحة في تونس .. وهو في كثير من مواقفه وفتاويه يدور مع سياسة وأهواء الطاغية
الحاكم في مصر حيثما دار وتوجه .. لا يأمره بمعروف ولا ينهاه عن منكر، وما أكثر
منكر الطاغية، ومن كان كذلك فهو لص لا يؤتمن على دين، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وعليه ـ ومن خلال ما تقدم ـ نقول جازمين غير مترددين ولا شاكين، أن المذكورين
أعلاه " جمال البنا، وحسن الترابي، ومحمد سيد
الطنطاوي ": قد غيروا وبدلوا، وجحدوا،
وأحلوا ما حرم الله، وحرموا ما أحل الله .. وأظهروا الإسلام وضده معاً .. وهم بذلك
كفار مرتدون، وزنادقة، بل ومن كبار زنادقة العصر؛ لإظهارهم الإسلام من وجه، والكفر
والجحود والمروق من وجه آخر .. وهم دعاة على أبواب جهنم .. ينبغي الحذر والتحذير
منهم ومن ضلالهم ومروقهم .. لا يُستفتون في شؤون الدين، ولا يؤخذ منهم علم ..
تُجرى عليهم جميع الأحكام المتعلقة بالزندقة والزنديق .. ندعوهم للتوبة قبل أن
يُقدَر عليهم .. أو يَهلكوا على ما هم عليه من جحود وزندقة وكفر، فيطالهم عذاب
الله تعالى الأليم، فيندمون ولات حين مندم، كما قال تعالى:) قُلْ هَلْ
تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ
أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ
إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ (التوبة:52.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
15/3/1427 هـ/
13/4/2006 م.