GuidePedia

0


س43: إذا وقع رجل في معصية أو بدعة .. هل نبغض الرجل ذاته ونتبرأ منه .. أم نُقصر البغض والبراء على معصيته وبدعته فقط .. ؟؟
          الجواب: الحمد لله رب العالمين. المسألة تحتاج إلى تفصيل، وتفصيلها كالتالي:
          إذا كان هذا الذنب أو هذه البدعة كفراً وصاحبها يكفر بسببها .. فحينئذٍ يتعين البغضاء والبراء من البدعة وصاحبها معاً، لقوله تعالى:] قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله  وحده [ الممتحنة:4.

          وإذا كانت البدعة دون الكفر .. وصاحبها لم يفعلها أو يقل بها لنوع اجتهاد .. فحينئذٍ تبغض البدعة وصاحبها على قدر بدعته أو ذنبه .. وقولي على قدر بدعته يُفيد أنه لا يُبغض بغضاً مطلقاً كبغضنا للكافرين؛ لوجود أصل الإيمان عنده .. كما أننا لا نواليه موالاة مطلقة كموالاتنا لأهل التقوى والصلاح .. لوجود المعاصي والبدع التي تمنع من ذلك .. فيجافى بقدر ما فيه من فسوق وانحراف .. ويوالى بقدر ما فيه من هدى واستقامة .. ومن يقف على سيرة السلف الصالح مع أهل البدع والانحراف يجد كثيراً من الأدلة والشواهد التي تدل على صحة ما تقدم .
          أما إذا فُعلت البدعة لنوع اجتهادٍ وكان صاحبها مجتهداً في بدعته أو ذنبه .. فحينئذٍ تجافي البدعة أو الذنب دون صاحبه .. كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع خالد ابن الوليد لما قتل أولئك النفر ـ اجتهاداً ـ وكان مخطئاً، عندما قالوا له صبأنا ـ وكانوا يقصدون أسلمنا ـ فلم يقبل خالد ذلك منهم، كما أنه لم يتبين من مرادهم .. فأمر بقتلهم لظنه أنهم لا يزالون على الكفر .. ولما بلغ الخبر النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال:" اللهم إني أبرؤ إليك مما صنع خالد .. اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد .. قالها ثلاثاً " فتبرأ من صنيع خالد ولم يتبرأ من خالد رضي الله عنه لاجتهاده فيما قد أخطأ فيه .. وكذلك لما قتل أسامة بن زيد ذاك الرجل الذي قال لا إله إلا الله ـ في أجواء القتال ـ ظناً منه أنه قالها تعوذاً واتقاءً من السيف .. فتبرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- من صنيعه وخطئه ولم يتبرأ من شخصه لفعله الخطأ اجتهاداً .. وكان أسامة معروف بحب النبي -صلى الله عليه وسلم- الشديد له .. والله تعالى أعلم. 

إرسال تعليق

 
Top