بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من
لا نبي بعده، وبعد.
إذا
تكاثرت عليك الخيارات، وتشتتت بك السبل، وصعب عليك الاختيار، ومعرفة الطريق الصحيح
.. فانظر أين يكون أهل الشام ــ ممثلين بعلمائهم ومجاهديهم ــ فثَمَّ الحق .. فالزم
غرزهم وسبيلهم .. ولا تلتفت عنهم إلى غيرهم .. تنجو وتفوز في داري الدنيا والآخرة
بإذن الله.
وهذا
ليس مجرد رأي .. وإنما هو توجيه وإرشاد ووصية من لا ينطق عن الهوى [إِنْ هُوَ
إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى]النجم:4.
فالشام
ــ ممثلة بأهلها وعلمائها ومجاهديها ــ بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة،
منصورة .. لا تخلو من وجود الطائفة المنصورة الظاهرة .. وبالتالي لا يمكن أن
تتواطأ على باطل أو ضلالة .. قد تكفل الله لنبيه؛ ولدينه، ولأمته بالشام وأهله ..
وهذا من لوازمه أن يرعى الله أهل الشام ويرفعهم إلى مستوى تلك الأمانة العظيمة ألا
وهي نصرة الملة والأمة.
عن
عبد الله بن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستجندون أجناداً؛
جنداً بالشام، وجنداً بالعراق، وجنداً باليمن". قال عبد الله: فقمت فقلت:
خِرْ لي يا رسول الله! فقال: "عليكم بالشام .. فإن الله عز وجل قد تكفل لي
بالشام وأهله".
قال
ربيعة: سمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث، يقول: ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه.
وقال
صلى الله عليه وسلم:" يا طوبى للشام، يا طوبى للشام، يا طوبى للشام! قالوا:
يا رسول الله وبم ذلك؟ قال: "تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتهم على الشام".
وقال
صلى الله عليه وسلم: "إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا
هو نور ساطع عُمِد به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام".
وقال
صلى الله عليه وسلم: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ". مفهوم المخالفة
يقضي بأن أهل الشام إذا صلحوا، فالخير كل الخير في الأمة .. فالشام بالنسبة للأمة
زاوية الانطلاق في الفساد والاصلاح .. فكما أن فساد الأمة مبعثه من فساد الشام،
كذلك صلاح الأمة مبعثه من الشام، وهو مرهون بصلاح أهل الشام.
وقال
صلى الله عليه وسلم: "لن تبرح هذه الأمة منصورين أينما اتجهوا، لا يضرهم من
خذلهم من الناس حتى يأتي أمر الله وهم بالشام". فإن لم تكن الطائفة المنصورة
محصورة في الشام وأهله .. فهي ــ بنص هذا الحديث ــ لا تخلو من وجود الطائفة
المنصورة الظاهرة، التي لا يضرها من خذلها من الناس.
وعن
عبد الله بن جوالة أنه قال: يا رسول الله اكتب لي بلداً أكون فيه، فلو أعلم أنك
تبقى لم أختر على قربك. قال: عليك بالشام، عليك بالشام، عليك بالشام. فلما رأى
النبي صلى الله عليه وسلم كراهيته للشام قال: هل تدرون ما يقول الله عز وجل؟ يقول:
أنت صفوتي من بلادي أُدخل فيك خيرتي من عبادي.. ورأيت ليلة أُسري بي عموداً أبيض
كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون؟ قالوا: نحمل عمود الإسلام، أُمرنا أن
نضعه بالشام ".
وقال
صلى الله عليه وسلم: "إني رأيت الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب، فعمدوا
به إلى الشام، فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام ".
وقال
صلى الله عليه وسلم: "عِقر دار المؤمنين بالشام".
فهذه
بعض منح الله تعالى للشام، ولأهل الشام .. وهذه بعض توجيهات ووصايا الحبيب صلى
الله عليه وسلم في الشام، وأهل الشام .. وهذا هو اختيار النبي صلى الله عليه وسلم
لأصحابه، والمؤمنين من بعدهم .. وقد خاب وخسر، وانتكس من ناصب أهل الشام ومجاهديهم
الحرب والعداوات .. وقد أفلح وفاز من ألزم نفسه غرز أهل الشام ومجاهديهم!
عبد
المنعم مصطفى حليمة
"
أبو بصير الطرطوسي "
1/4/1435
ـــ 1/2/2014