GuidePedia

بسم الله الرحمن الرحيم
          يقولون عني: أنني علماني .. كافر .. مرتد .. متواطئ مع العدو الخارجي على الإسلام والمسلمين .. والجهاد والمجاهدين .. وقولهم هذا يطال ويشمل جبهة ثوار سوريا التي أقودها!
          وأنا أقول لهؤلاء: أنا مسلم، محبٌّ لله، ولدينه، ولرسولِه، وللمؤمنين .. رغماً عن أنوفكم .. هاتوا برهانكم فيما تزعمون .. أو أنتم كاذبون!

          هذا قول الناقمين السّاخطين .. عن جمال معروف وجماعته .. وهذا رده عليهم ..!
          وقد كثر اللغط .. والقيل، والقال .. بعلم، وبغير علم .. حول هذا الموضوع .. حتى تكاد تكون فتنة على أرض الشام .. الثورة الشاميّة بغنى عنها .. والحكم في هذه القضية ومثيلاتها، كالتالي:
          الأصل في المسلم الإسلام، والبراءة من الكفر، ما لم يُظهر بيقين كفراً أكبر ــ من غير مانعٍ شرعي معتبر ــ يناقض الإسلام، ويُخرج صاحبه من الملة.
          وعليه فلا يُقال للمسلم الذي يُظهر الإسلام آتنا بدليل أو أظهر لنا الأدلة والبراهين التي تُثبت لنا بأنك مسلم .. فهذا لا يجوز .. قال صلى الله عليه وسلم:"من صلى صلاتَنا، واستقبل قبلتَنا، وأكل ذبيحتَنا، فذلك المسلمُ، الذي له ذمةُ اللهِ وذمةُ رسولِه، فلا تُخْفِروا اللهَ في ذمتِه" البخاري.
          "من صلى صلاتَنا، واستقبل قبلتَنا، وأكل ذبيحتَنا .."، هذا يكفي لأن يُحكَم له بالإسلام .. ولا يجوز التنقيب أو البحث عن أكثر من ذلك .. فهذا من التكلّف والتنطّع الذي نُهينا عنه.  
          أما الطرف الآخر المقابل الذي يكفر هذا المسلم؛ الذي له ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم .. هو المطالَب بأن يُظهِر الأدلة الصريحة اليقينية التي تدمغ هذا المسلم بالكفر، والخروج من الملة .. فإن لم يفعل .. فقد خفَر، ونقض عهد وأمان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهذا المسلم .. وأساء لحقوق أخوة الإسلام .. وارتكب كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب.
قال صلى الله عليه وسلم:"إذا كفَّر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما" مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:"أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه" مسلم.
 وقال صلى الله عليه وسلم:"من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" مسلم. وقوله"حار عليه"، أي عاد ورجع عليه قوله في أخيه!
وقال صلى الله عليه وسلم:"أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافر" متفق عليه.  
وفي رواية:"ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها: إن كان كافراً وإلا كفر بتكفيره".
وقال صلى الله عليه وسلم:"من رمى مؤمناً بكفرٍ فهو كقتله" متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:"إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فهو كقتله" [صحيح الترغيب:2777]. فهو كقتله لما يترتب عليه من تبعات خطيرة، وانتهاك للحرمات. 
وفي مسألتنا التي اختُلِف فيها .. وخاض فيها الخائضون .. حتى تكاد تكون فتنة .. نقول: شكلوا محكمة شرعيّة يترأسها نفر من المستقلين ممن عُرِفوا بالعلم والتقوى والدراية .. تُرفَع إليها أدلة الطرف الذي يزعم كفر وردة الأخ جمال معروف .. وشهودهم على هذه الأدلة .. ليُنظر فيها، وفيما يُعارضها .. فإن لم يفعلوا .. أو كانت أدلتهم دليلاً على خطئ الأخ .. وليس على كفره .. أو كانت متشابهة حمالة أوجه وتفاسير .. لا يجوز التكفير بمثلها .. رُدّت أدلتهم .. وصدر الحكم الشرعي المناسب .. وأسدل الستار على هذه القضية"الفتنة".. وحُفِظت للأخ حقوقه وحُرمته، وكرامته .. فإن لم يحصل ذلك .. وقبل أن يحصل ذلك .. لا يحق لأحدٍ أن يخوض في الأخ"جمال معروف"تكفيراً .. وتجريحاً .. يفعل ذلك استجابة لضغوط حزبه وجماعته .. أو استجابة لهوى ومآرب في نفسه .. أو استجابة لما يُشاع في محيطه من قال وقيل .. أو استجابة لضغوط صيحات ونفثات الغُلاة؛ الخبراء في صناعة الاقتتال الداخلي فيما بين الثوار والمجاهدين .. فهذا كله لا يجوز .. ولا يُقبَل .. بل ويُعذّر عليه .. والأحكام التي تصدر على هذه الأوجه، غير ملزمة .. ولا تُلزم إلا أصحابها .. فليس بمثل هذه المنطلقات والدوافع ــ في أرض حربٍ؛ الجميع يحمل السلاح ــ تصدر الأحكام؛ وبخاصة أحكام التكفير والوعيد.  
وما قلناه في هذه القضية .. يُقال في كل قضية مماثلة لها .. وفي كل شخص يُثار حوله ما يُثار ــ أو قد أثير ــ حول الأخ جمال معروف .. ويُطابق حالُه، حالَه.
وكذلك عندما يُراد إصدار حكم على كتيبة أو فصيل من الفصائل العاملة في الساحة الشاميّة .. فمن باب أولى أن تتخذ في حقها مثل هذه الإجراءات والاحتياطات الآنفة الذكر .. وأن لا تُترك الأحكام عرضة لمن شاء .. تُطلَق على ألسنة من هب ودَب من الأفراد .. وبعلم وغير علم .. فالحكم على الأعيان، والتشكيلات بالكفر، ونحو ذلك .. موقف قضائي؛ ينبغي أن يأخذ كامل شروط ولوازم العمل القضائي .. ويُدعى له كبار القضاة الثقاة .. والله تعالى أعلم. 

عبد المنعم مصطفى حليمة
أبو بصير الطرطوسي
1/9/2014
www.abubaseer.bizland.com

 
Top