بسم الله الرحمن الرحيم
[وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ
اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ] البقرة:154.
ببالغ الأسى والصبر والاحتساب نتلقى خبر
استشهاد صفوة من أبطال وقادة الثورة الشامية المباركة .. في تفجير آثمٍ غادر استهدفهم
وهم في إحدى مقراتهم واجتماعاتهم .. نحسبهم بإذن الله تعالى شهداء أعزاء سعداء عند
ربهم .. ونحتسب، ونصبر .. ولا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى: حسبنا الله
ونعم الوكيل .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. عسى خيراً إن شاء الله .. عسى أن تكون
دماء هؤلاء الأخوة الأبطال الزكيّة شعلة للسائرين تضيء لهم ظلمة الطريق .. وناراً
تحرق عروش الطغاة الظالمين [وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ]
.. [وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ]البقرة:216.
من هؤلاء الأخوة القادة الأبطال: حسان
عبود، أبو عبد الله الحموي .. وأبو أيمن الحموي .. وأبو طلحة الغاب .. وأبو يزن
الشامي .. وأبو عبد الملك الشرعي اللاذقاني .. ومحب الدين الشامي .. وأبو يوسف بنش
.. وأبو حمزة الرقّاوي .. وأبو سارية الشامي .. وأبو الزبير الحموي .. وتمّام الحموي
.. وغيرهم من الأحبة .. نسأل الله تعالى أن يتقبلهم جميعاً في الفردوس الأعلى مع
الأنبياء، والصديقين، والشهداء .. وحسن أولئك رفيقاً.
قد عرفت كثيراً من هؤلاء الأخوة عن قرب
.. فما عرفت عنهم إلا خيراً .. كانوا ممن يحبون الله ورسوله، والمؤمنين .. كانوا حرباً
على الطغاة الظالمين الآثمين .. وسَطاً في الدين؛ يمقتون الغلو ويجافونه كما
يمقتون الإرجاء والجفاء .. كما كانوا على قدرٍ عظيم من الأدب، والحياء، والخلق
الحسن الحميد .. نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله.
ستفتقدهم الثورة الشّاميّة .. في كثير
من محطاتها ومنعطفاتها .. والتحديات التي ستواجهها .. ستفتقدهم ساحات وميادين
الجهاد على ثرى الشام الطهور .. لكن أملنا بالله العظيم كبير .. وكبير جداً ..
بأنه سبحانه وتعالى لن يتخلّى عن الشام، وأهل الشام .. وهو سبحانه وتعالى قد تكفّل
لنبيه وأمته، ونصرة دينه .. بالشام، وأهل الشام .. ومن تكفل الله به فلا ضيعة ولا
خوف عليه .. حتى وإن رحل منا بطل مقدام .. فإنّ الله تعالى قادر على أن يخلفنا
خيراً منه، وهو ــ سبحانه ــ على ما يشاء قدير.
وإلى أحباب الأخوة الشهداء ــ بإذن ربهم
ــ على امتداد ربوع الشام الطهور، وما أكثرهم .. حذار أن تُطيلوا من فترة الحداد
.. أو أن تقعدكم الصدمة عن الحراك، والجهاد في سبيل الله .. فتكونوا شر خلف، لخير
سلف .. فساحات الواجب والجهاد تناديكم .. وخير ما تخلفون الشهداء به .. أن تسيروا
على دربهم وطريقتهم .. وتكونوا على ما كانوا عليه من الجهد، والجهاد .. والبذل
والعطاء، وتكونوا أحد الفريقين المعنيين من قوله تعالى: [مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ
صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم
مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً]الأحزاب:23.
واعلموا أن من كان يعبد فلاناً،
وفلاناً، وفلانا .. أو كان يجاهد لأجلهم .. فإنهم قد ماتوا .. ومن كان حياً منهم
سيموت .. ومن كان يعبد الله، ويُجاهد في سبيله .. فإن الله حيٌّ لا يموت.
اللهم إخواننا قد سبقونا إليك، وقضوا
نحبهم .. فارحمهم، واغفر لهم، وتقبلهم، ووسع نزلهم .. واجعلنا ممن ينتظر وما
بدّلوا تبديلاً .. اللهم آمين، آمين.
وصلى الله على محمد النبي الأمّي وعلى آله وصحبه وسلم.
ـــ كنت أمرر كلماتي على إخواني، وقد رحلوا .. وها أنذا أمررها
على غيرهم لأخبرهم أن أحبائي قد ماتوا ...... اللهم غفرانك!
عبد المنعم مصطفى حليمة
أبو بصير الطرطوسي
10/9/2014
www.abubaseer.bizland.com