يقول
حزب التحرير في مقدمة، ملف "نشرات في التكتّل الحزبي": "
لا يصبح الحزب قائداً للأمّة إلا إذا انقادت له وأطاعته .. ولا يكون القائد قائداً
إلا إذا كانت القيادة له وحده .. وعلى ذلك لا يبقى الحزب قائداً إلا إذا كانت الأمة
مقودةً له، ولا يتمكن من القيادة إلا إذا كان وحده القائد المطاع، فعلى الحزب أن يقوم
بما يجعل الأمة تسير في طاعته عن رضى واطمئنان، وأن يجعل أفكاره تسيطر على المجتمع
سيطرة تؤدي إلى حل أو شلّ القيادات الأخرى، فينفرد بقيادة الأمة " ا- هـ.
وهو
حتى ينفرد بقيادة الأمة .. وحتى يحل ويشل القيادات الأخرى التي لا تنتمي إلى حزب التحرير
.. لا بد من أن يتبع أساليب غير أخلاقية .. كالكذب .. والطعن والتشكيك بدين، وولاء
هذه القيادات لدينها وأمتها .. وبخاصة إن كانت هذه القيادات قد عُرفت بجهادها، وصدق
ولائها وانتمائها لدينها وأمتها .. فهذه القيادات الصالحة الصادقة ليس بمقدور حزب التحرير
ــ ولا غيره ــ أن يزيلها من أمامه أو أن يحلها ويشلّها بسهولة .. من دون أن يلفّق
ويفتري عليها افتراءات ظالمة تطال شخص ودين وأخلاق هذه القيادات حتى ينفروا عنهم الناس
.. وينفرد الحزب بالساحة وقيادة الأمة!
وهم من أجل هذا الغرض الخسيس .. لم يتورعوا عن رمي
الشيخ المجاهد عبد الله عزام بأنه عميل ومخابرات أردنية .. في الوقت الذي كان فيه الشيخ
عبد الله يجاهد في أفغانستان .. وقد قالوها لي شخصياً، ليحذروني منه!
ولم
يتورعوا عن رمي المجاهدين الأفغان .. وبخاصة منهم الطالبان في السنوات الأولى من عهدهم
.. بأنهم خونة وعملاء لأمريكا .. إلى أن أسقطت أمريكا دولتهم، فسكتوا واستحوا من افترائهم
الظالم!
ومن
قبل رموا مجاهدي الشام في الثمانينات بقيادة الشيخ المجاهد مروان حديد رحمه الله بالخيانة
والعمالة للإنكليز، فقالوا في بيان لهم:" لا تزال بريطانيا تحارب النظام السوري
ــ على اعتبار أنه نظام أمريكي، وبريطانيا ضد أمريكا! ــ عن طريق عملائها في الداخل
"، وكان الذي يحارب النظام الأسدي المجرم في تلك الحقبة هم " الطليعة المقاتلة
"، جماعة الشيخ مراوان حديد ..!
واليوم
لم تسلم منهم غالب الفصائل الشاميّة المجاهدة في سوريا من الطعن .. والتخوين .. والتشكيك
بدينهم، وصدق ولائهم وانتمائهم لدينهم وأمتهم .. فهم صورة مصغّرة عن داعش، لكن بطريقة
أنعَم من طريقة داعش!
وهكذا
فهم ــ أي حزب التحرير ــ لا يتورعون عن أي خلقٍ سيء يعينهم على إقصاء واستئصال، وشلّ
القيادات الأخرى، من غير حزبهم .. حتى تخلو لهم الساحة، ويُصبح حزبهم، الحزب القائد
والأوحد للأمة .. ويصبح أمير وقائد حزبهم هو القائد الأوحد للأمة!
وبالتالي
من يتصدّى لنقدهم أو نصحهم أو تعرية باطلهم وخطئهم بالحق .. سيصيبه الحظ الأوفر من
هذا الطعن .. والتجريح .. والتخوين .. والتَّشكيك .. الذي يرقى في كثير من الأحيان
إلى درجة التّكفير .. ليشلّوه .. ويُقصوه من طريقهم .. وليبعدوا عنه الناس .. زعموا!
يفعلون كل ذلك قبل التمكين .. فكيف بعد التمكين
.. وبعد أن يصبح لهم دولة .. ويملكون سلاسلاً .. وسياطاً .. وسجوناً؟!
الله
المستعان عليهم، وعلى كل من أراد ويريد بالإسلام والمسلمين سوءاً وشرّاً!
23/6/2016