GuidePedia

في الوقت الذي تمنع فيه أمريكا من تسليح الثوار، وتمنع من إقامة منطقة حظر جوي يأوي إليها مستضعفو أهل الشام .. وتسكت فيه على جرائم ومجازر وإرهاب النظام الأسدي المجرم، ومرتزقته .. وتبارك التدخل الروسي، والإيراني، وحزب الشيطان، وجميع الفرق والتجمعات الشيعية الرافضية في العالَم .. ضد أهل الشام، وثورتهم .. فأمريكا إذ تفعل كل ذلك ــ ولا تزال ــ تزج بمجموعة أفراد من قواتها العسكرية في ريف حلب الشمالي .. تجس بهم النبض، وتستطلع من خلالهم ما خفي عليها من الجو .. وتتجسس على حركة وأعمال الثوار والمجاهدين، وتقدمهم الميداني في جرابلس وما وراء جرابلس .. وإن كان العنوان الظاهر لوجود هذه المجموعة هو مساعدة الثوار والأتراك ضد داعش .. زعموا!

 هذا التواجد العسكري الأمريكي على الأرض ــ قل العدد أم كثر ــ مرفوض ومدان، وذلك للأسباب التالية:

 1- لا حاجة للثوار والمجاهدين بهم، ولم يقم فصيل شامي معتبر باستدعائهم، بل ولم يعرب أحد عن الترحيب أو الرضى بهم.

 2- أمريكا وإن كان حظ الشعب السوري المنكوب منها بعض الكلمات المعسولة .. إلا أنها عملياً وعلى الأرض فهي في تحالف عسكري مع أعداء أهل الشام وثورتهم .. فهي في تحالف عسكري وميداني مع روسيا، وإيران، ومجموعة PKK  الكردية الإنفصالية العنصرية .. وهذه الأطراف جميعها تقاتل جنباً إلى جنب مع النظام الأسدي المجرم، ضد أهل الشام وثورتهم!

 3- أمريكا بينما تسكت على جرائم وإرهاب النظام، وإيران، وحزب الشيطان، ومن والاه من المرتزقة الروافض .. فهي تحرص على أن تصنف فصائل كبيرة من مجاهدي وثوار الشام .. على أنهم أعداء، وإرهابيون .. وتضعهم في خانة المستهدفين من طيرانها وصواريخها!

 4- هذا التواجد العسكري الأمريكي على الأرض ــ مهما ضؤل ــ سيضعف من شوكة وهمة الثوار والمجاهدين .. وقد يكون سبباً في تفرق كلمتهم، وصفوفهم .. وإظهارهم أمام أنفسهم والآخرين على أنهم عملاء للصليبيين .. وأن قتالهم وجهادهم ليس من إجل بلدهم وشعبهم .. ودفع الظلم والعدوان عن الحقوق والحرمات .. وإنما من أجل أمريكا، ومصالح أمريكا .. وقد بدأ الشانئون الحاقدون الشامتون ببث شائعات التخوين .. والتَّكفير .. والترويج لها!

 5- المستفيد الأكبر من هذا التواجد الأمريكي العسكري على الأرض هم داعش .. فأمريكا عندما تتواجد على الأرض من خلال بعض جنودها تقدم لداعش هدية لا تقدر بثمن .. ستكون سبباً في تكثير أنصار وأعوان داعش .. وإضعاف شوكة الثوار المجاهدين الذين يُقاتلون داعش .. على اعتبار أن من يقاتل داعش هم الصليبيون .. وأن من يقاتل مع المجاهدين والثوار ضد داعش هم الصليبيون!

 فأمريكا بتواجدها العسكري على الأرض المشار إليه أعلاه .. تنصر داعش .. وتقوي داعش .. وتمد داعش بالقوة والحياة .. وتكثر سوادهم بالأنصار والأعوان .. بعد أن كاد الثوار أن يجلوهم من جميع مناطقهم ومعاقلهم!

 وقد صدق ترامب ــ وهو كذوب ــ لمّا قال: أوباما الحمار .. هو من أوجد داعش .. وهو من يمد داعش بالقوة، والحياة، والأنصار ...!

 لأجل جميع ما تقدم قلنا، ونعيد القول: أن التواجد الأمريكي العسكري على الأراضي السورية، مرفوض، ومدان، وغير مرحب به .. لا يمكن للثوار المجِاهدين ــ بجميع فصائلهم ــ إلا أن يتعاملوا معه كعدو غازٍ، كغيره من الغزاة الأشرار يتعين دفعهم ودفع عدوانهم .. والله المستعان.

17/9/2016

 
Top