اعلم
أن الفجر الصادق الذي يُلزم الإمساك عن المفطرات، ودخول وقت صلاة الفجر، له صفة
مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، بدنو شروق الشّمس، مهما كان الليل قصيراً، كما في بعض
البلدان والأمصار، فكلما اقترب وقت شروق الشّمس كلما اقترب وقت الفجر الصادق،
وظهرت صفته، وعلامته.
وصفة
الفجر الصادق الذي تحل فيه الصلاة وتحرم المفطرات، عبارة عن وهج أحمر مستطير منتشر
يمنة ويسرة، يعم الأفق يتقدم ظهور الشمس من جهة الشرق، فقد صح عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال:" كلوا واشربوا، ولا يهيدنَّكم ــ أي لا يزعجنكم فيمنعنكم
ــ السَّاطع المصعّد ــ أي هذا البياض الذي ترونه منتشراً في السماء ــ فكلوا
واشربوا حتى يعترض لكم الأحمرُ "أخرجه أبو داود والترمذي. وقال صلى الله عليه
وسلم:" لا يغرنّكم أذانُ بلال، ولا هذا البياض لعمود الصبح حتى يستطير هكذا
" مسلم. أي ينتشر البياض يميناً وشمالاً.
وقال
صلى الله عليه وسلم:" لا يغرنّكم أذان بلال، ولا هذا البياض ــ أي الذي ترونه
في الأفق ــ حتى ينفجر الفجر هكذا وهكذا "صحيح سنن النسائي:2051. يعني
معترضاً، قال أبو داود: وبسَط يديه يميناً وشمالاً ماداً يديه.
هذه
الصفة للفجر الصادق لا تتحقق إلا قبل شروق الشّمس بساعة وعشرين دقيقة، كما أفدنا
ذلك من قبل، تأكّد لنا ذلك بعد مراقبة دقيقة للفجر الصادق في سوريا، وكثير من
الأمصار التي قدّر الله لنا زيارتها، والله تعالى أعلم.
29/5/2017