كان في الموصل
ثورة سنية شعبية تطالب بحقوقها، فأقلقت روافض إيران، والعراق، ومن ورائهم المجتمع
الدولي، فأدخلوا إليها لصوص الظلام، سفهاء الخوارج الدواعش الأشرار، فقام الخوارج
الدواعش بما عجز عنه الآخرون؛ فصادروا حق أهل السنة في العراق في التظاهر،
واستمرار الثورة والجهاد من أجل حقوقهم، وألزموا الجميع بخيارين: إما أن تبايع
الخوارج الدواعش، وخليفتهم المزعوم البغدادي، وتقاتل تحت إمرتهم، وطاعتهم، وإما أن
تترك الساحة والسلاح، وحقك في الدفاع عن نفسك، وحقوقك، وحرماتك، وتلتزم بيتك .. أو
القتل والسجن .. وبعد أن تحقق لهم مرادهم، وسودوا الموصل بالسواد الداعشي ..
فأعطوا بذلك الذريعة لروافض إيران، والعراق، ومن ورائهم المجتمع الدولي، على أن
يجتمعوا على تدمير مدينة الموصل، وقتال وقتل كل من في الموصل بواسطة طيرانهم ..
وبقية القصة، وما لحق بالمدينة الموصلية وأهلها من دمار وخراب، وتشريد، تعرفونها!
وها هو اليوم
الخارجي الجولاني، ربيب البغدادي، يسير بنفس خطى الدواعش في مدينة إدلب؛ فقد نجح
في قعدنة المدينة الإدلبية، فكساها بالسّواد، وأعطى المدينة صبغة وحكم القاعدة،
والإرهاب العالمي المتهم به، وصادر حقوق وسلاح بقية الفصائل الشامية في الاستمرار
في الثورة والجهاد ضد الطاغية الأسد وحلفائه، وخيرهم بين موالاته وبيعته، والقتال
باسمه، وتحت رايته، المشوبة بالإرهاب العالمي، أو أن يعتزلوا، ويتركوا الساحة
والسلاح، ويخرجوا من البلاد .. فإن لم يفعلوا فليس لهم عند الجولاني وجماعته خيار
سوى القتل والاستئصال، والسجن!
ففعل الجولاني
في إدلب، ومناطق الشمال، ما فعله شيخه البغدادي في الموصل، حذو القذة بالقذة،
شبراً بشبر، وذراعاً بذراع .. وأبت عليه أنانيته أن يبقى بمفرده وحيداً مطارداً
ومستهدفاً من العالَم، فلم يهدأ له بال، ولم تقر له عين إلا بعد أن يجعل سوريا
بكاملها أرضاً وشعباً، وثورة تعيش نفس ظروفه؛ ظروف المطارة والاستهداف من العالَم
كله .. بقي ــ لا سمح الله ــ الفصل الآخر المتوقع من المؤامرة؛ أن يصيب إدلب
ومناطق الشمال ــ بعد أن جتمع فيها عديد من مجاهدي وثوار سوريا، ومن جميع أطرافها
ــ ما أصاب أختها الموصل .. وإنا لنرجو من أهلنا في الشام وثوارهم ومجاهديهم أن
يجدوا سبيلاً ومخرجاً مع هذا المجرم الخارجي السفيه الأناني الجولاني، قبل أن تصل
إدلب، والثورة معها إلى ذلك الموصل الموصلي!
23/7/2017