بعض الإخوان راجعني،
وسألني عن مرادي من مقولتي:" دولة الكُفر، ولا دولة النّفاق "، وعن
الدليل على صحتها؟
أقول: الذي عنيته من
مقولتي " دولة الكُفر، ولا دولة النّفاق "؛ أموراً ثلاثة:
أولها: أن دولة الكفر،
كفرها ظاهر، وشرها واضح، لا يختلف عليه اثنان، ومواجهته والحذر منه لا يحتاج إلى
علم، ولا إلى تنظير، وفتاوى .. بخلاف دولة النفاق؛ فإن كفرها مبطّن، يُكسى أحياناً
بشيء من الحق، يلتبس شرها وضررها على عوام الناس، قلة هم الذين يتنبّهون له، يحتاج
إلى جهد كبير من أجل فضحه وتعريته، والمجتمع غالباً ينقسم ويتفرق على شرعيّته،
وشرعيّة مواجهته.
ثانيها: من حيث الخطر
والضرر؛ فالخطر والضرر الناجم عن دولة الزندقة والنفاق، أشد من الخطر والضرر
الناجم عن دولة الكفر، وما يمكن أن تمرره دولة الزندقة والنفاق من ضرر وشر يصيب
البلاد والعباد، أكثر بكثير مما يمكن لدولة الكفر أن تمرره، بل غالب ضرر وشر دولة
الكفر يمر إلى بلاد المسلمين عبر دول وأنظمة الزندقة والنفاق.
مثَل شر النفاق؛ الشر
الذي يربض داخل البيت، بينما مثل شر الكفر؛ هو الشر الذي يربض خارج البيت، يترقب
ثغرة يفتحها له المنافقون، ليلج منها .. والسفينة مهما تلاطمتها الأمواج من
خارجها، تظل متماسكة، فإذا دخل الماء إلى داخلها، غرقت، وتحطمت.
ثالثها: أن كفر النفاق
أغلظ وأشد من الكفر المجرد، كما قال تعالى:[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ
الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ]النساء:145. وغيرها من
الآيات والنصوص التي تبين أن كفر المنافقين أغلظ وأشد، وأن الوعيد الذي يستحقونه
أغلظ وأشد من غيرهم.
24/4/2018