بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت مجلة الدعوة ـ التابعة للإخوان المسلمين ـ في عددها التاسع والثلاثين، والصادر بتاريخ غرة ربيع أول، لسنة 1416 هـ .. شعراً تحت عنوان " لافتة " شعرية للشاعر أحمد مطر.
وجدت الشاعر فيها يركض وراء الكلمات ـ كحاطب ليل ـ ليأتي بالقافية أو السجع .. ولو كانت هذه الكلمات كفراً بواحاً!!
مثال ذلك قوله في لافتته المذكورة أعلاه:" الأصوليون آذونا كثيراً .. وافتروا جداً .. ولم يُبقوا على الدولة هيبة .. فبحق الأب والابن وروح القدس .. وكريشنا .. وبوذا .. ويهوذا .. تب على دولتنا منهم .. ولا تقبل لهم يا رب توبة " ا- هـ.
فهو ليس فقط يُثبت لله الولد والشريك .. وأن الله ثالث ثلاثة .. بل يُقسم بهؤلاء الشركاء وبالأصنام المعبودة من قبل الوثنيين .. وهذا لا شك أنه كفر وزندقة .. يجب على الشاعر أن يُعلن توبته منها ..!
والعجيب في الأمر أن مجلة " الدعوة " الناطقة باسم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين .. نشرت قصيدته تلك على وجه الاستحسان، وعلى أنه عمل أدبي رفيع يستحق النشر .. ومن دون أن تذكر عبارة نقد أو تصحيح ..!!
والأعجب من ذلك أننا نجد أحياناًً بعض المجلات والمواقع الإسلامية .. تذكر الرجل .. وتقدمه للقراء .. على أنه شاعر الحرية، والتحرير، والاستقلال .. ولا حول ولا قوة إلا بالله[[1]].
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
[1] ـ تنبيه: بعد أن انتشرت هذه الخاطرة في بعض المنتديات الحوارية .. وتناولها القراء بالنقد والتعليق .. بدلاً من أن يعترف الشاعر بخطئه .. ويستغفر ويتوب .. ويتراجع .. أخذته العزة بالإثم .. وقام بتحريف وتزوير قصيدته بالحذف والإضافة .. والتغيير .. ليُظهر للقراء حسن نيته وقصده .. وأننا فهمناه خطأ .. وقولناه ما لم يقل .. ولم نُحسن النقل عنه!
ولكي يكون القارئ على بينة مما ذكرناه، نذكر ما تم إضافته وتغييره عن القصيدة الأولى كما نُشرت في المجلة المذكورة أعلاه، وفي التاريخ المذكور أعلاه، مقارنة مع القصيدة المعدلة كما هي منشورة الآن في موقعه .. ونظلل العبارات المضافة على القصيدة باللون الأزرق ليكون القارئ على بينة من حجم تغييره وتبديله، فقال:
" ولا قهرٌ
( ولا جرحٌ ولا قتلُ ) [موجودة في الأصل كما نُشرت في المجلة لكن حذفت بعد التعديل]
واحدٌ... يعبد ربه!!
( واحد .. يلبس جبةْ ) [موجودة في الأصل كما نُشرت في المجلة لكن حذفت بعد التعديل]
وإذا ما ضربتهم مرةً
ردوا على الضرب بسبة!!
ردوا على الضرب بسبة!!
( وإذا ما شنقتهم واجهوا الشنق بضربة ) [موجودة في الأصل كما نُشرت في المجلة لكن حذفت بعد التعديل]
( وإذا مدت إليهم مدفعاً مدوا لها في الحال حربة ) [موجودة في الأصل كما نُشرت في المجلة لكن حذفت بعد التعديل].
بأن يستلموا الحكم
كأنّ الحكم لعبة!! ( وإذا الدولة في يومٍ
ثنت للغرب ركبة
أو لنفرض وفّرت للغرب ركبة
ولنـقل نامت له نوماً
ـ لوجه الله طبعاً لا لرغبة ـ
البذيئون يقولون عن الدولة (----)!!! ) [هذا المقطع المظلل بالأزرق بكامله مضاف ومزاد عن النسخة الأصل كما في المجلة ]!
قلت: كل هذا التغيير والتبديل والتكلف .. لكي يُظهر أننا أخطأنا في النقل عنه .. وأننا قولناه ما لم يقل .. وكان يكفيه أن يعترف بخطئه .. ويتراجع عنه .. لكن إنصاف الحق من النفس عزيز .. فهو دون هذه الدرجة من الإنصاف .. وعلى هذا الشاعر وأضرابه من شعراء الكلمة السيئة المتكلفين يُحمَل قوله تعالى:) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ . أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ . وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ (الشعراء:224-226.
ملاحظة: أصل هذا الموضوع كان خاطرة في كتابنا " صيد القلم "، فارتأيت حذفه من الكتاب .. ومن خانة وصفحات الخواطر .. ووضعه في مكانه المناسب، ألا وهو خانة وصفحة الردود من الموقع.