بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبي أحمد .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد .
فقد اطلعت على رد المدعو " أبو عبد الله الوهابي " على مقالي " كبوة فارس .."، وقد طلبتم مني الرد عليه، فأجيب نزولاً عند رغبتكم فأقول بإيجازٍ شديد: إن الأخ ـ هداه الله وعفا عنه ـ ليس فقط قولنا ما لم نقل، بل قولنا قولاً هو خلاف مذهبنا وما نعتقده وما عملنا على نشره وبثه بين العباد منذ أكثر من خمسة عشر عاماً في كتابنا العذر بالجهل وغيره .
فهو نسب لنا ـ ظلماً وعدواناً ـ قولنا بأن الكافر الجاهل .. لا نسميه كافراً وإنما نسميه مسلماً ..!!
ولكي تعلم أن هذا القول المفترى ليس هو قولنا ولا مذهبنا نحيلكم إلى الوقوف على ما قلناه قبل أكثر من خمسة عشر سنة في كتابنا " العذر بالجهل " صفحة 38، ونصه:" وكل كافر يُطلق عليه ـ في الدنيا ـ حكم الكفر ويأخذ صفته، أيَّاً كان سبب كفره سواء كان كفره ناتجاً عن عناد أو كبر أو إعراض أو جهل، فالكافر الجاهل ـ الذي لم تصله نذارة الرسل ـ لا يمنع جهله من أن يُطلق عليه في الدنيا حكم الكفر ويأخذ صفته ..." .
ولم يرد في ردنا على أخينا الشيخ أبي محمد ـ حفظه الله ـ ما يخالف ذلك .. فهناك فرق كبير بين عدم لحوق الوعيد وهو ما قلناه، وبين عدم لحوق وصف وحكم الكفر بالكافر الجاهل وهو ما لم نقله، وإنما قولنا إياه صاحبنا الوهابي زوراً وظلماً وعدوانا ..!!!
كما يوجد فرق بين الكافر الجاهل الذي لم يسبق له أن دخل الإسلام، وبين المسلم الجاهل الذي يقع في الكفر لمانعٍ شرعي معتبر .. فالآخر لا يلحق به وعيد الكفر، ولا اسمه وحكمه إلا بعد قيام الحجة الرسالية عليه وانتفاء جميع الموانع عنه، ولا يخلط بينهما إلا كل غالٍ جاهل بالدين .
فإذا عرفتم ذلك أدركتم أنه لا مبرر لتسويد تلك الصفحات التي أتعب الأخ بها نفسه سوى حب الظلم والعدوان ..!!
كما أن الرد لا يخلو من التنطع والغلو، ومن الظن السيئ والعبارات النابية .. التي لا ينبغي لطالب العلم الناصح أن يقع فيها؛ فهي من جهة تقلل من قيمة الرد العلمي، كما أنها تعطي صورة سيئة غير لائقة عن مستوى صاحبها العلمي والأخلاقي ..!!
أعاذنا الله وإياكم من الظلم والعدوان والبغي، والغلو والتنطع ...
هذا هو ردي .. والسلام .
8/7/1421 هـ . عبد المنعم مصطفى حليمة
أبو بصير