GuidePedia

0
بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد. 
          أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية يوم الأربعاء 4/1/2012 م ظلماً وعدواناً، حكماً بالسجن خمس سنوات على الشيخ أبي محمد المقدسي ..؟!
          ما إن يخرج الشيخ من السجن فيمكث مع أهله وأبنائه أياماً .. إلا ويُعاد سجنه ثانية .. ما سألنا عن الأخ مرة .. إلا وقيل لنا أنه في سجون الظالمين .. قد عرفته سجون الطغاة الظالمين أكثر مما عرفه سكنه في بيته؟!

          حكموا عليه خمس سنوات بالسجن .. وهو قضى في سجونهم أكثر من عشر سنوات .. يخرجونه يوماً ويسجنونه سنة؟!
          لماذا هذه المعاملة الظالمة .. ولصالح من يستمر أذى وظلم هذا الرجل .. ويستمر اعتقاله؟!
          لو كان قِسّاً أو يهودياً .. أتجرؤون على اعتقاله .. أم أن الشيخ قد هان عليكم؛ لأنه يقول ربي الله ..؟!
          أترون أنكم تعتقلونه .. لو طاوعكم على كتمان الحق .. وتمجيد الطغاة الظالمين .. وحابى المفسدين؟!
          اعترفوا بأنكم ظالمون .. وأنكم تخدمون أجندة ظالمة خارجية باعتقالكم للشيخ .. وهذه حقيقة الكل يعلمها .. لا تحسبوا أن الناس غافلين عنها .. وبخاصة الشعب الأردني المسلم الأبي الوفي، فإنه يعلم هذه الحقيقة أكثر من غيره.
          الشيخ ضعيف .. لكن له رب ليس ضعيفاً .. له رب قادر على قهر الملوك، والجبابرة الطغاة الظالمين .. فإن هان عليكم الشيخ .. فلا يهونن عليكم رب الشيخ .. فيسحتكم بعذاب من عنده!
          الشيخ ضعيف ومظلوم .. وليس بين دعوة المظلوم، وبين الله تعالى حجاب .. والله تعالى يقول لدعوة المظلوم:" وعِزّتي لأنصرنك ولو بعد حين ".
          لا يزيل ملك الملوك .. وحكم الحكام شيء مثل الظلم .. والتطاول على أولياء الله .. فلا يغرنكم إمهال الله لكم .. فالله تعالى يملي للظالم ـ استدراجاً ـ ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر .. ومن حيث لا يدري ولا يحتسب، ليكون عبرة لمن بعده. 
          ولأهلنا وإخواننا في الأردن الحبيب .. أعيذكم أن تشاركوا الظالمين ظلمهم بسكوتكم على الظلم .. انصروا هذا الشيخ المظلوم .. فنصرته واجبة عليكم كل بحسب استطاعته .. لا ينبغي أن يهدأ لكم بال .. إلا والشيخ خارج السجن بين أهله وأبنائه بإذن الله .. وأجركم على الله.
          قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من ذَبَّ عن عِرضِ أخيه بالغَيبَة، كان حقاً على الله أن يعتِقَهُ من النَّار".
وقال صلى الله عليه وسلم:" ما من امرئٍ يَخذُلُ امرءاً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه عِرضُه، ويُنتهكُ فيه من حُرمَتِه، إلا خذَلَه اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرَتَهُ، وما مِن أحدٍ ينصرُ مُسلماً في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضهِ، ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه، إلا نصرَهُ اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَهُ ". فنصرة الشيخ باب خير فُتح لكم .. فاغتنموه قبل أن يُغلَق دونكم!
وأنت يا أبا محمد .. قد سلكت ـ بملء إرادتك ـ طريق الأنبياء، وطريق الأنبياء محفوف بالمكاره، والأشواك، والابتلاءات ... قال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أحبك. قال:" أتدري ما تقول؟!" قال: يا رسول الله إنّي أحبك! قال صلى الله عليه وسلم:" إن البلايا أسرع لمن يحبني من السيل إلى منتهاه ". إنها ضريبة المحبة والمتابعة للحبيب صلوات الله وسلامه عليه .. والتي لا بد منها. 
فصبراً يا أخا الإسلام والتوحيد صبراً .. قد مضى الكثير .. ولم يبق إلا القليل .. وعند الله الملتقى .. نسأل الله تعالى لأنفسنا ولكم الصبر والثبات على الحق، حتى الممات.
اللهم فرّج عن أخينا الشيخ أبي محمد .. إنه مظلوم .. فانتصر له .. وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
12/2/1433 هـ. 5/1/2012 م.

إرسال تعليق

 
Top