س104: ما حكم الهجرة في هذه الأيام من مكة والمدينة إلى أفغانستان خاصة إذا كان هناك بعض المنكرات الكفرية؛ كبنوك الربا .. ونرى بعض النصارى في هاتين المدينتين ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين . تُشرع الهجرة عندما تتوفر دواعيها وأسبابها .. وأسباب الهجرة أن تجد في أرض الهجرة من سلامة العبادة والدين، والأمن على نفسك وأهلك .. ما لا تجده في الأرض التي تريد الهجرة منها .. هذه قاعدة تبنى عليها جميع أحكام الهجرة .. وكل امرئٍ أدرى بنفسه وظروفه وما يُعانيه.
أما الهجرة من مكة المكرمة .. ومدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أفغانستان أو غيرها للأسباب التي ذكرتها، فإني لا أرى ذلك .. فضلاً عن أن يكون ذلك واجباً .. فلا أرى ـ لغير غرض الجهاد في سبيل الله ـ جواراً أنسب لدين المرء في هذا الزمان من مجاورة العبد للحرمين الشريفين المباركين ..!
فالهجرة يا أخي بلاء .. لا أرى أن تستشرفه من غير توفر دواعيه وأسبابه .. فكثير من الإخوان استشرفوا الهجرة، وخاضوا غمارها .. فلم يصبروا ولم يتحملوا تبعاتها .. ففتنوا في دينهم وانحرفوا .. نسأل الله تعالى السلامة والثبات على الملة والتوحيد، وأن يقبضنا إليه غير ضالين ولا مفتونين .