س68: أشكل علي ـ حفظكم الله ـ أمر جماعة الخلافة التي نشطت هذه الأيام بالدعوة إلى مبايعة خليفتهم أبي عيسى الرفاعي .. فمن هذه الجماعة، وما موقف المسلم منهم، وهل تجب علينا مبايعتهم، وما هو الموقف الصحيح الذي ينبغي أن يتخذه المسلم في هذه الأيام ..؟؟
ثم إذا كان كل حكم الدول الإسلامية ـ إلا إمارة أفغانستان ـ ليس لهم حق الولاية على المسلمين، فمن الذي نجعل له بيعة في أعناقنا .. وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين . إذا ذُكر السلطان أو الخليفة أو الخلافة .. فإن ذلك يعني الشوكة، والقوة، والتمكين، والمنعة، كما قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه:" الإمام جُنّةٌ يُقاتل من ورائه، ويُتقى به " أي من شر الأعداء، وظلم العباد .. وصاحبكم ليس شيئاً من هذا؛ بل هو بارتدائه زوراً لهذا الثوب الكبير كالذي يتشبع بما لم يُعط، ويتظاهر بما ليس عنده ولا فيه، وعليه يُحمل قوله -صلى الله عليه وسلم-:" من تشبع بما لم يُعط فهو كلابس ثوبي زور ".
فهو يسيء لهدف الخلافة العظيم وهو يدري أو لا يدري؛ وكأنه يقول للناس: كفوا عن السعي من أجل قيام وتنصيب خليفة على المسلمين .. كفاكم عملاً وجهاداً وحركة من أجل ذلك .. فخليفتكم موجود ـ بصورته الضعيفة المشوهة الهزيلة المضحكة للأعداء ـ وما عليكم إلا أن تعطوا له البيعة على السمع والطاعة .. ومن لم يفعل فهو آثم، وربما كافر ..!!
وهو إضافة لما تقدم عُرف هو ومن معه من الأفراد بمواقفهم وإطلاقاتهم الجائرة التي تجعلهم أقرب إلى غلاة التكفيريين من قربهم إلى أهل السنة والجماعة .. وعليه لا أرى جواز الاقتراب من هؤلاء أو تكثير سوادهم في شيء ـ فضلاً عن مبايعة خليفتهم المزعوم ـ إلا على وجه النصح، وبيان الحق لهم وحسب إن وجد منهم من يصغي للنصح ويستفيد منه .. والله تعالى أعلم.
أما سؤالك فمن الذي نجعل له بيعة في أعناقنا .. أقول: إذا لم يتواجد الكفء الذي يجب عليك أن تبايعه على السمع والطاعة، فإن ذلك لا يعني ولا يستلزم منك أن تمد يدك لأول رجل مار تراه في الشارع أو في المسجد .. لتعطيه صفقة يمينك، وتبايعه على السمع والطاعة .. وإنما يجب عليك أن تجاهد بجد مع إخوانك من أجل إيجاد هذا الخليفة القوي المتمكن الذي يُقاتل من ورائه ويُتقى به .. والذي تهابه قوى الكفر والردة في العالم كله ..!
مطالب بأن تأتي البيوت من أبوابها الشرعية .. لا من سطوحها ومن على أسوارها !!