س99: هناك من يقول أنه لا تجوز الصلاة خلف أي إمام حتى تتأكد من عقيدته، حيث أن الكفر هو الصفة الغالبة في أكثر الشعوب الآن حتى الشعوب الإسلامية .. فهل هذا القول صحيح أم خطأ، وإن كان خطأ فكيف الرد عليه ؟؟
الجواب: القول بأنه لا تجوز الصلاة خلف الإمام حتى تُعرف عقيدته .. هو قول خاطئ، ومنبته الخوارج الغلاة الذين يفترضون في الناس الكفر إلا من يتابعهم على قولهم وشذوذاتهم وعقيدتهم في الناس.
أما لماذا هذا القول خاطئ .. فهو لأسباب:
منها: انتفاء الدليل الذي يدل على صحة هذا القول ..!
ومنها: مخالفته للأدلة الشرعية العديدة التي تلزم بالتعامل مع الظاهر، وبناء الأحكام على أساس الظاهر وما يظهره المرء من أعمال وأقوال من دون تتبع الباطن، ومعرفة ما وقر في القلوب أو البطون، من هذه الأدلة الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري وغيره، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله ".
فإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه " فذاك المسلم .." فكيف يليق بهؤلاء أن يتجرءوا على المخالفة فيقولون:" لا، فذاك هو الكافر .. حتى نعرف اعتقاده، وحقيقة ما وقر في باطنه وقلبه " ؟!!
ومنها: أن هذا القول لم يقل به عالم معتبر من علماء الأمة، وهو بخلاف ما اتفقوا عليه.. وهو كذلك قول محدث وبدعة ضلالة، وبداية سريعة نحو السير في طريق الغلاة المتشددين ..!
قال ابن تيمية في الفتاوى 4/542: وتجوز الصلاة خلف كل مسلم مستور باتفاق الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين، فمن قال: لا أصلي جمعة ولا جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم ا-هـ.