س101: تدور في هذه الآونة شبهة مفادها الاستدلال بما ذكرتموه في رسالة " حالات يجوز فيها إظهار الكفر " من جواز إظهار الكفر لإزالة كفر أكبر منه؛ حيث يستدلون بهذه القضية على جواز دخول البرلمانات وإظهار الكفر لهؤلاء الطواغيت لدرء كفر أكبر، ولعدم ترك المجال للكفار ليستولوا على الحكم، ويقولون: إن الصحابي قد أظهر الكفر ليقتل رجلاً كافراً، ونحن نظهر الكفر لننقذ الملايين من الكفر .. فما قولكم بارك الله في علمكم ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين . قياس جواز دخول المجالس البرلمانية التشريعية على مسألة جواز الانغماس في صفوف المشركين من أجل إزالة كفر أكبر وضرر أكبر، قياس خاطئ لا يصح وذلك من أوجه:
منها: أن حالة الانغماس تكون من أجل إزالة كفر أكبر .. إزالته محققة أو يغلب على الظن أنه سيزال .. بينما حالة المشاركة في المجالس التشريعية تكرس الكفر الكبر، وتصبغ عليه الشرعية .. وتكون سبباً ظاهراً في أطر الناس إلى الكفر، وليس العكس كما ذكر في السؤال ..!
فأين البرهان والدليل ـ من الواقع المشاهد والملموس ـ على أن المشاركة في المجالس التشريعية تنقذ ملايين الناس من الشرك والكفر ..؟!
ولو قيل العكس لكان الكلام أصوب وأدق ..!
ثم هل يستطيعون أن يمنعوا الكفر أولاً عن أنفسهم .. فضلاً عن أن يمنعوه عن الآخرين ؟!
ومنها: أن الكفر الأكبر الذي يُراد إزالته عن طريق الانغماس لا يمكن أن يُزال إلا من خلال هذا الطريق؛ أي أنه لو تُمكن من إزالته من خلال الطرق المشروعة الأخرى أو الأقل انزلاقاً لما جاز اللجوء إلى خيار الانغماس .. والمشاركة في المجالس التشريعية ليست كذلك، فهي إضافة لما يترتب عليها من مزالق عقدية ترقى إلى درجة الكفر البواح .. فإن المصالح المزعومة التي يدعونها يمكن أن تتحقق من طرق أخرى مشروعة أو أقل انزلاقاً من خيار المشاركة في المجالس التشريعية عند الطواغيت .. ومع ذلك نجد القوم يترامون على المشاركة!
كما أن هذه المصالح الموهومة لا يمكن أن تبرر تلك المزالق الضخمة المترتبة على المشاركة في تلك المجالس التشريعية الشركية ..!
ومنها: أن المزالق العقدية والشرعية التي تترتب عن المشاركة في المجالس التشريعية هي أكبر بكثير من المزالق المحتملة والتي من الممكن أن تتحقق بسبب الانغماس في صفوف الكافرين .. !
ومنها: أن هذا الاستدلال من القوم هو من قبيل المشاكلة والمجادلة في الباطل، والتماس المتشابهات ليبرروا ما هم عليه من باطل، وليشوشوا على الناس دينهم .. ولا ندري غداً بما سيطالعوننا به من شبهات واستدلالات ما أنزل الله بها من سلطان ؟!!