recent
آخر المشاركات

إطلاق كلمة " الأخوّة " على غير المسلم من اليهود ولنصارى وغيرهم



س391: ما حكم إطلاق كلمة " الأخوّة " على غير المسلم من اليهود ولنصارى وغيرهم .. وجزاكم الله خيراً ؟
          الجواب: الحمد لله رب العالمين. الأخوة تُطلق ويُراد بها نوعان: أخوة الدم والنسب، وأخوة الدين والنصرة، والمحبة .. فالأولى يجوز إطلاقها على المسلم وغير المسلم من قبيل التعريف بأخوة النسب والدم؛ كأن يُقال هذا أخوه من أبويه أو من أحدهما دون الآخر، أو أخوه من الرضاعة ونحو ذلك .. فإطلاق الأخوة بهذا المعنى كان السلف يستخدمونه .. والآثار الدالة على ذلك كثيرة.

أما الأخوة الأخرى والتي يُراد منها أخوة الدين والنصرة والمحبة، لا يجوز إطلاقها وحملها  على غير المسلمين؛ وذلك أن الأخوة تُعتبر دليلاً على أسمى معاني الموالاة والمحبة والنصرة، وهذه مقطوعة بين المسلمين وغيرهم، لذلك نجد النصوص الشرعية تحصر الأخوة بين المؤمنين المسلمين دون سواهم، كما قال تعالى:) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (. فحصر الأخوة بين المؤمنين .. ولو جازت الأخوة بين المؤمنين وسواهم لما كان لهذه الآية معنى .. حاشى كتاب الله من ذلك.
          وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث:" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه..". وقوله صلى الله عليه وسلم:" أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ..". ونحو ذلك عقد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار دون سواهم .. والأدلة على هذا النوع من المؤاخاة أو الأخوة كثيرة جداً. 
          ومما يؤكد هذا المعنى أن الكافر لا يدخل في " الأخوة " إلا بشرط أن يتوب من كفره ويعود إلى حظيرة الإسلام والإيمان، كما قال تعالى:) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ( فدل أنهم قبل التوبة والدخول في الإسلام لا يكونون إخواننا في الدين .. والله تعالى أعلم.
google-playkhamsatmostaqltradent