recent
آخر المشاركات

الأخذ بالوسائل العصرية في الدعوة إلى الله

س186: تعلمون ـ حفظكم الله ـ ما ظهر في هذا العصر من الاتجاهات في طريق الدعوة إلى الله تعالى: فمن الدعاة من يتمسك بقول الإمام مالك رحمه الله " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ".
          ومنهم من يقول: إن ما صلح به أول هذه الأمة هو الإسلام والأمة الآن مسلمة، ولكن غابت عنها ـ لأسباب ـ كثير من معالم الإسلام الحق فهي جاهلة بها ، ومستعدة لقبولها إذا وجدتها، فهي تحتاج إلى التبليغ الآن.
          ومنهم من يقول: إن العصر تغير، ووسائل الدعوة تغيرت كذلك فعلى الدعاة أن ينتهزوا فرصة الوسائل المتاحة في تحقيق الدعوة إلى الله عز وجل  .. ولكل منهم أدلته  على منهجه  .. فهي صحيحة من وجه، ومحيرة من وجه لصغار طلاب العلم ..!
          والسؤال: كيف يمكن الجمع بين قول مالك رحمه الله الآنف الذكر .. وبين متطلبات العصر .. وجزاكم الله خيراً ؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. قول الإمام مالك رحمه الله " لا يُصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " هو حق لا خلاف عليه، وهو لا يتعارض مع الأخذ بالوسائل العصرية المشروعة .. ولا مع مبدأ الدعوة إلى الله تعالى .. إذ من المنهج الذي صلحت به أول هذه الأمة الدعوة إلى الله تعالى .. وإلى عبادته وتوحيده سبحانه وتعالى .. والأخذ بكل وسيلة مشروعة ..!
          وما تقدم لا يعني ولا يلزم الاقتصار على وسيلة أو طريقة معينة لنصرة هذا الدين .. وإنما الواجب أخذ الدين بشموليته وبقوة .. واعتماد جميع الطرق والوسائل المشروعة بحسب القدرة والإمكان .. والله تعالى أعلم.
google-playkhamsatmostaqltradent