س574: شيخنا الكريم، موضوع سؤالي هي عن الإجهاض، وقصتي هي كالتالي: من الله تعالى علي والحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه بالزواج من رجل صالح هاجرنا في سبيل الله من الظلم والطغيان .. ومن فضل الله تعالى أنه أنعم علينا بطفل جميل عمره عام واحد.
وأنا في هذه البلاد لا أعرف إنساناً قط غير زوجي، لا أم ولا أخت ولا صديقة ولا حتى جارة. ألتزم بيتي بشكل كامل لأهتم بعائلتي، وقد ازداد وزني زيادة كبيرة ومفاجئة جداً أكثر مما يكن جسمي معتاد عليها، وأحياناً تنقطع أنفاسي بعد تنفيذ بعض الأمور المنزلية البسيطة ومن ضمنها العناية بطفلي الذي لم يمش بعد والتي تتطلب مني الصعود والنزول لمرات متعددة خلال النهار الواحدة من وإلى الطابق العلوي الذي يحتوي على الحمام ودرج السلم فأجد نفسي في آخر النهار منهكة القوى. وما إن بدأت إنقاص وزني حسب إرشادات الدكتورة حتى وجدت نفسي هذا اليوم بالذات والحمد لله أنني حامل .. ومن الطبيعي زيادة وزن الأم خلال فترة الحمل وعندها لن أكون قادرة على حمل أي وزن ثقيل خشية أو التعرض لتعب شديد ولا يوجد من يعتني بي وطفلي .. مما دفعني للتفكير بالإجهاض فزوجي في عمله طوال النهار ليؤمن لقمة العيش ولن أجد من يساعدني في حمل صغيري والعناية به في وزني ووضعي الصحي الحالي.
قرأت كثيراً عن الإجهاض وحكمه في الإسلام وما ازددت إلا حيرة من كثرة الفتاوى المختلفة. وسؤالي الأول هو: هل هناك حقاً ما يدعى بالإجهاض بعذر .. وهل حالتي الصحية وظروفي السابقة تقبل كعذر شرعي للإجهاض علماً أنه لم يمض على حملي إلا أسبوع واحد أو أسبوعين والله تعالى أعلم .. وفقكم الله وجزاكم ألف خير؟
جـ: الحمد لله رب العالمين. لا .. لا يجوز أن تجهضي نفسك إلا في حالة واحدة فقط؛ وهي أن تعلمي ـ من خلال تشخيص الأطباء المختصين ـ أن استمرار الحمل والولادة سيؤدي إلى وفاتك فحينئذٍ يجوز لك الإجهاض؛ لأن حياتك أولى من حياة من لم يحي أو يأت بعد .. وما سوى ذلك لا يجوز، والله تعالى أعلم.