س584: شيخنا الفاضل .. كثير من الناس يستدلون بحديث أسامة على عدم قتل من يقول لا إله إلا الله .. أحيانا تسوق لهم كل الأدلة على بطلان ما يقولون إلا أنهم يقولون: ولماذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة .. فنريد من فضيلتكم شرح الحديث فقط .. لماذا أنكر النبي عليه الصلاة والسلام على أسامة مع أن الرجل المقتول كان في صف المشركين .. وكل من قفز في صفهم فحكمه حكمهم .. وكما جاء في الحديث: أما ظاهرك فلنا وباطنك فلله أو كما قال.. أفيدونا أثابكم الله ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الذي قتله أسامة رضي الله عنه وأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فعله كان كافراً أصلياً ومقاتلاً .. فأظهر الإسلام والتوحيد في أجواء القتال .. ثم توقف عن القتال .. فهذا وكل من يُشابه حالته الحكم فيه أن يُقبل منه إسلامه ويُرفع عنه السيف.
وهذا يختلف عمن يقول لا إله إلا الله ثم هو ينقض ويكذب لا إله إلا الله من جهات عدة .. ويستمر على كفره وتكذيبه وعناده .. فهذا لا يصح قياسه على حالة من قتله أسامة؛ إذ الحكم فيه القتل ردة إن لم يتب عما كان سبباً في كفره وردته أو زندقته!
فليس كل من قال لا إله إلا الله عصم دمه مهما كان منه من فعل أو كفر .. فالقاتل يُقتل حداً وإن كان يقول لا إله إلا الله .. والمرتد يُقتل حداً وكفراً وإن كان يقول لا إله إلا الله .. والزنادقة يُقتلون حداً وكفراً وإن كانوا يقولون لا إله إلا الله .. والخوارج أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم وقتالهم رغم أنهم كانوا يقولون لا إله إلا الله، ويقرؤون القرآن، ويصلون، ويصومون .. وقد عُرفوا بشدة العبادة .. والأدلة على ذلك مستفيضة ومعلومة للجميع، ولمزيد من الفائدة راجع فصل " حالات لا يُرفع فيها السيف عمن يقول لا إله إلا الله " من كتابنا " شروط لا إله إلا الله ".