recent
آخر المشاركات



س664: هناك بعض العلماء الذين لم يكفروا الأنظمة الغير مسلمة .. فما قولك فيهم؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. للحكم في هذه المسألة لا بد من النظر إلى عدة أمور: منها النظام ـ المراد الحكم عليه ـ ودرجة مروقه وخروجه عن الحق، واستعلانه العداء لله ولرسوله وللمؤمنين. ومنها النظر إلى العالم ذاته فهل هو من المتهمين في دينهم ممن يداهنون الطواغيت في الباطل والظلم والجور، ودرجة هذه المداهنة، فهل هي صفة دائمة أم طارئة ومؤقتة .. وهل يعطي هذا النوع من المداهنة وهو في أجواء الإكراه والتقية أم يعطيها وهو حر طليق. ومنها النظر إلى الأسباب التي حملت هذا العالم على عدم الحكم على هذا النظام بالكفر، هل يعتمد في موقفه على مستند شرعي مرجوح محتمل أم هو الهوى والزيغ والضلال، والرغبة بالفتات الذي يُرمى لعملاء الطواغيت!
فهذه الأمور مجتمعة معتبرة عند تصنيف علماء السلاطين من غيرهم، وعند الحكم على عالم بعينه وعلى مواقفه سلباً أو إيجاباً .. والله تعالى أعلم.
فإن عرفت ذلك، أقول كلاماً عاماً:
أيما نظام يظهر كفره البواح لخواص المسلمين وعوامهم، بحيث لا يختلف على كفره اثنان من ذوي الفهم والعقل والدين .. ثم مع ذلك ينبري  رجل ـ سمه عالماً، شيخاً، داعية .. وغير ذلك مما شئت من الألقاب ـ لا يشهد على هذا النظام بالكفر، وإنما يحكم عليه بالإسلام، ويواله، ويُجادل عنه، وينصره على من خالفه من أهل التوحيد .. فهذا كافر من بطانة النظام وجنده وشياطينه، وإن سُمي بالعالم أو الشيخ .. فهذه المسميات لا تتشفع له في هذه المواضع في شيء!
ثم العالم الذي يُسمى عالماً هو العالم الذي يشهد بالتوحيد، ويدعو إلى التوحيد، ويعمل بالتوحيد، ويُجاهد من أجل التوحيد .. فهذا هو العالم وحسب وما سواه فليس بعالم مهما تعددت شهاداته واتسعت شهرته بين الناس .. وذلك بشهادة الله وحكمه، كما في قوله تعالى:) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران:18. فقوله تعالى:) وَأُولُو الْعِلْمِ ( أي جميع أهل العلم من لدن آدم u وإلى يوم القيامة جميعهم يشهدون ـ اعتقاداً وقولاً وعملاً ـ بالتوحيد وهو أن لا إله إلا الله .. وأيما عالم لا يشهد هذه الشهادة أو يشهدها ثم هو يُناقضها باعتقاد أو قول أو عمل فهو يخرج بنص الآية الكريمة من دائرة ) أولو العلم ( إلى دائرة غيرهم من أولي الجهل والغي والضلال مهما اتسع صيته، وظهر اسمه، أو سماه المغفلون من الناس بالعالم أو الشيخ وغير ذلك من الألقاب! 
google-playkhamsatmostaqltradent