س1216: في سورية و في دمشق بشكل خاص ظهرت فرقة لإحياء الموالد والمدائح النبوية كما يسمونها و هم ستة أخوة اسمهم " الأخوة أبو شعر "، وهم في مدائحهم يقتربون كثيراً من المتصوفة في المدح والمبالغ فيه إلى حد كبير جداً حيث من بعض أشعارهم : " مدد مدد مدد مدد يا رسول الله .. يا إمام الرسل يا سندي أنت بعد الله معتمدي .. يا رسول الله خذ بيدي "، ودائماً تجدهم ينطقون باسم الله بألفاظ مختلفة مثل:" اللا هوو اللا هوو اللا هوو )) وكثير من الألفاظ غيرها .. ويتخلل حفلاتهم الرقص والهز والقفز والارتفاع والنزول الذي يمارسه الصوفيون المتشددون في حضراتهم .. إضافة إلى استخدام الدف والدربكة وغيرها من الأدوات الموسيقية .. وقد كثر أتباعهم و محبيهم في دمشق خصوصاً وسورية بشكل عام فماذا ترى في هؤلاء، والناس الذين يستمعون لهم ويحضرون حفلاتهم .. وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذه الألفاظ التي ينشدون بها في حفلاتهم والمذكورة في السؤال أعلاه .. هي من الشرك الأكبر؛ لأنها تتضمن الدعاء وطلب العون والمدد والغوث من المخلوق .. والدعاء عبادة، كما في الحديث:" الدعَاءُ هو العبادَةُ ". وقال صلى الله عليه وسلم:" أفضلُ العبادةِ الدعاءُ"، والعبادة لا تُصرف إلا لله عز وجل .. ومن يصرف العبادة أو شيئاً منها لغير الله تعالى فقد أشرك .. وناقض وكذب قوله تعالى في سورة الفاتحة:) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (. كما أن هذه الطقوس والحركات التي يمارسونها ويتعبدون بها .. هي من البدع والمحدثات في الدين ما لم يأذن به الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، " وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ".
وعليه فعلى هذه المجموعة المسماة " الأخوة أبو شعر " أن يتوبوا إلى الله .. ويعلموا أن هذا الذي يفعلونه لا يُرضي الله تعالى ولا نبيه صلى الله عليه وسلم .. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن الغلو في مدحه وإطرائه، كما في الحديث الصحيح:" لا تَطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبدُه؛ فقولوا عبد الله ورسوله" البخاري. صلوات ربي وسلامه عليه.
كما لا يجوز للناس أن يُشاركوهم هذه الحفلات أو يستمعوا إليهم .. فإن أبوا إلا أن يفعلوا فهم وإياهم في الوزر سواء، لقوله تعالى:) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (النساء:140.