س897: قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل 1/254:" فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، ويُراعون أيضاً الألفاظ الشرعية ... ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضاً، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة، ورد باطلاً بباطل .."ا- هـ.
والسؤال: ما هو الفهم الصحيح لهذا الكلام .. وهل هو يُخالف قول العلماء بأنه لا مشاحة في الاصطلاح .. وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا دخل لهذا الكلام بالاصطلاح .. أو المشاحة في الاصطلاح؛ وإنما معناه أن البدعة تواجه بالسنة .. وبالتعبير الشرعي الصحيح .. وليس بالبدعة .. أو بكلام بعضه حقاً وبعضه الآخر باطلاً .. فليس من منهج أهل السنة أن يردوا باطلاً بباطل أو بدعة ببدعة .. أو ظلماً بظلم .. أو باطلاً بحق يُخالطه باطل .. فمن سلك هذا النهج فهو يُنسب لأهل البدعة وطريقتهم.
ومراد بعض أهل العلم " لا مشاحة في الاصطلاح " .. إذا كانت المصطلحات المتعددة تدل على معنىً واحد .. أما إن دلت على معانٍ عدة متغايرة ومتضاربة أو مختلفة ثم نسبت كلها إلى معنى واحد .. كمصطلح الديمقراطية والشورى مثلاً .. نعم، حينئذٍ توجد مشاحة في الاصطلاح .. فلا يُسلم أن مصطلح الديمقراطية له نفس معاني ودلالات مصطلح الشورى كما يُصور البعض .. والله تعالى أعلم.