س887: لي صديق متزوج يرغب في أداء عمرة مع زوجته، لكن زوجته لا تملك جواز سفر، ولكي تستخرجه يجب عليها أن تكشف عن رأسها لتأخذ صورة .. ولقد وجدنا امرأة لهذا الغرض؛ لكن الذي سيستخرج الصورة ويقوم بتحميضها رجل أجنبي، وفي مرحلة ثانية ستضطر عند الذهاب إلى الشرطة أن تكشف شيئاً من شعرها الأمامي .. والسؤال: هل يجوز لها فعل ذلك مع العلم أن المحجبات مضطهدات في بلادنا .. وبماذا تنصحنا؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. العمرة سنة ليست واجبة .. وبالتالي لا أرى للأخت أن تقع في المخالفات الشرعية المذكورة من أجل العمرة .. وهي بنيتها الصادقة .. أرجو أن يكتب لها أجر عمرة تامة، وهي في بيت زوجها إن شاء الله؛ لأن الأعمال بالنيات، وأن لكل امرئ ما نوى .. ومن هم بحسنة ثم حيل بينه وبينها سبب قاهر فله أجر الحسنة، وإن لم يفعلها، كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إنما الدنيا لأربعة نفر؛ عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء ..". فتأمل يا أخي كيف أن الآخر نال أجر الأول بنيته الصادقة .. رغم أنه لم يفعل فعله.
وقال صلى الله عليه وسلم:" فمن همَّ بحسنة فلم يعملها؛ كتبها الله عنده حسنة كاملةً ..".
ولما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك قال:" إن أقواماً خلَفَنا في المدينة، ما سلكنا شِعباً، ولا وادياً إلا وهم معنا ـ أي في الأجر ـ حبسهم العذر ". والأخت لا شك أن الذي حبسها عن أداء العمرة هو العذر .. وإني لأرجو لها بنيتها الصادقة إن شاء الله أن يُكتب لها أجر عمرة تامة لا يشوبها أي نقص أو خدش .. وما ذلك على الله بعزيز.
أما هؤلاء الطواغيت الظالمين الذين يُحاربون الحجاب .. والعفة والطهر .. ويضيقون على أخواتنا المسلمات الطاهرات .. ألا لعنة الله عليهم صباحاً ومساء .. ليلاً ونهاراً .. لعنة لا تحول ولا تزول .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.