لم يعد المسلمون في الشّام ــ وللأسف ــ آمنون
على أنفسهم أن يصلّوا الجمعة والجماعات في المساجد .. فاعتزلوا الصلاة في كثير من المساجد
خشية أن تحصدهم مفخخات الخوارج الغلاة .. أو خشية أن يفجر الانتحاريون الدواعش أنفسهم
بين المصلين على أنهم مرتدون .. فاجتمع على بيوت الله تعالى في الشام شر النظام النصيري،
وشر الخوارج الغلاة ..!
ولا غرابة عليهم، فمن قبل أجدادهم تجرأوا على
بيوت الله، فغدروا بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو في مسجده بالكوفة، عند صلاة الفجر
.. فقتله الخارجي الشقي ابن ملجم غيلة وغدراً .. ولم ينس الخارجي الشقي وهو يهوي بسيفه
على علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقول له: إن الحكم إلا لله .. وليس لك يا علي!
ومع ذلك يقولون زوراً وبهتاناً: أنهم جاؤوا
إلى الشام للذود عن المسلمين، وعن دينهم .. ومن أجل تطبيق الشريعة .. فيعللون جميع
جرائمهم أنها من أجل تحكيم الشريعة .. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا
.. وهل إرهاب المسلمين وإخافتهم من أن يرتادوا بيوت الله من تطبيق أو تحكيم الشريعة؟!
قال تعالى: [وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي
خَرَابِهَا] البقرة:114.