ما حكم المشاركة السياسية في الأنظمة الحاكمة المعاصرة،
وجزاكم الله خيراً؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. المشاركة السياسية أقسام وأنواع، ولكل قسم منها حكمه:
قسم يجد نفسه بيده القرار،
ولديه القدرة والصلاحيات على الإصلاح وإحداث التغيير إلى الأحسن .. فالمشاركة هنا
جائزة، بل واجبة.
وقسم يفتقد الصلاحيات، والقدرة
على الإصلاح والتغيير إلى الأحسن، وأن مشاركته ستكون عوناً للظالمين على ظلمهم،
وتكثيراً لسوادهم، وباطلهم .. وهذا النوع من المشاركة لا يجوز، وصاحبها يطاله نفس
وزر من يشاركهم من الظالمين.
وقسم
يكون شريكاً لغيره في اتخاذ القرار، ونسبة قدرته على الإصلاح وإحداث التغيير 50%، فتتساوى
نسبة المصالح والمفاسد من المشاركة .. وهذا مورد اجتهاد، يجوز فيه التَّقدم، كما
يجوز التأخّر، والتأخر أسلم وأشرف لصاحبه في دينه ودنياه.
ويمكن القول كذلك: كلما زادت النّسبة عن
50%، كلما كانت المشاركة أولى، وأقرب للجواز، وكلما نقصت النسبة عن 50% كلما كانت
المشاركة أقرب للحرمة وعدم الجواز، ومرد تقدير النُّسب للنّقل الصحيح، والعقل الصّريح،
والدراية الجيدة بواقع المشاركة، والأنظمة التي يراد المشاركة فيها، والله تعالى
أعلم.