GuidePedia

0

 متفرقات حول الأوضاع المستجدة في تونس.

          حركة النهضة التونسية بقيادة الغنوشي؛ لن تجدوا عليكم باكياً .. هذا جزاء من يرفع شعار " فصل الدعوة عن السياسة "، وشعار " الحرية قبل الإسلام، وقبل تطبيق تعاليم وشرائع الإسلام "، فلا أنتم حققتم حرية، ولا أنتم نصرتم ديناً ...!

          حركة النهضة التونسية بقيادة الغنوشي؛ لن تجدوا عليكم باكياً .. هذا جزاء من يتودد لفرنسا ويقول لها:" علاقة الصداقة بين البلدين لن تشوش عليها أحداث عابرة وهامشية "، في الوقت الذي كانت فيه فرنسا في ذروة تهجمها على الإسلام، وعلى رسول الإسلام صلوات الله وسلامه عليه!

          حركة النهضة التونسية بقيادة الغنوشي؛ لن تجدوا عليكم باكياً .. هذا جزاء من يؤثر سلامته الشخصية، وسلامة حزبه، على سلامة الإسلام، وسلامة أهل الإسلام من أبناء وشعب تونس!

          ما حصل لحركة النهضة التونسية بقيادة الغنوشي، أمر متوقع؛ فلا هم نصروا الله، لينصرهم .. ولا هم نصروا الشيطان 100%، لأنه لا يقبل منهم بأقل من ذلك .. فدفعوا ضريبة هذا الموقف المتذبذب والمتميّع .. وهذا مآل كل حراك أو تجمع ينهج نهجهم الباطل والمتذبذب هذا!

          ما حصل لحركة النهضة التونسية بقيادة الغنوشي، أمر متوقع؛ حتى لا تتحول حركة النهضة إلى شاهد زور على الإسلام، يستدل بها الدارسون والعاملون، والمغفّلون، على إمكانية خدمة الإسلام ونصرته، من خلال نهج الحركة الباطل والمتميّع!

          لا أدري أيهما عَلَّم الآخر، واقتبَس من الآخَر، هذا الشعار الباطل والآثم " الحرية قبل شريعة الإسلام "؛ الغنوشي أم صاحبه القرضاوي ...؟!

          ماذا بقي من ثورة ربيع تونس إذا كان قادة الربيع التونسي يعتبرون الثورة العظمى، وأم الثورات، ثورة القرن الواحد والعشرين، الثورة الشامية المباركة، والتي قدمت أكثر من مليون شهيد .. عبارة عن فتنة، وحرب أهلية .. بل أن منهم من أثنى على الطاغية المجرم الأسد خيراً، ومد له حبال الود والوصال!

          قد قلت كلمة من على منابر تونس، مشهودة، ومنشورة: أن ثورة تونس ــ ومعها بقية الثورات ــ ثورات ناقصة، لا تكتمل إلا بانتصار ثورة أهل الشام .. وجاءت الأيام والسنين لتصدق وتؤكد صحة ما قد قلناه!

          الشعب التونسي شعب مسلم ومحب للإسلام .. متجانس ومتآلف طائفيّاً ومذهبياً .. لكن قدره أن يقع بين خيارين كلاهما سيء ومنفّر، وكلٌّ منهما يقتات بالآخر، ويعتاش عليه: خيار الخوارج الغلاة .. وخيار الغنوشيين المتميعين الجُّفاة .. وهو ما أفاد العلمانيين الحاقدين في حملتهم الشرسة ضد الإسلام .. وكم كنت أود أن يخطّوا لأنفسهم منهَجَاً وسَطاً يتفادى سيئات المنهجين الآنفي الذكر!

          لا يقوِّي العلمانيين الحاقدين على الإسلام والمسلمين، كفريقَي الإفراط والتفريط، الغُلاةُ والجُّفاةُ .. فيجدون عند الفريقين ما يتقوون به على الطعن بالإسلام والمسلمين!

          العلمانيون لا يُسالمون الإسلاميين إلا عندما يجدون أنفسهم على هامش التاريخ، وقد لفظتهم الشعوب، واحترقت أوراقهم، فإذا استردت إليهم عافيتهم، بِعَلَفِ ما قدَّمه لهم المغفَّلون من الإسلاميين .. تنكروا، وانقلبوا أعداء كأشد ما تكون العداوة على الإسلام، وعلى المغفلين من الإسلاميين الذين قدموا لهم العلَف …!  

          كلما أشرف العلمانيون على الزوال والاندثار، أغاثهم المغفلون من الإسلاميين من ذوي الصدور المفتوحة .. بعقد التحالفات، والائتلافات، والمؤتمرات، والمجالس الوطنية .. فيمدونهم بأسباب القوة والحياة .. حتى إذا ما استردت لهم عافيتهم، عادوا من جديد لمحاربة الإسلام والمسلمين، وبصورة أشرس مما سبق!

          كل طاغية عندما يريد أن يُشَرْعِنْ طغيانه وظلمه، فهو لا ينسى أن يقول: إنما يفعل ما يفعله باسم الشعب، ونيابة عن الشعب .. يدوس على الشعب بحذائه، ثم يقول: أدوس على الشعب، باسم الشعب، ونيابة عن الشعب!

          صرح الرئيس التونسي قيس سعيد أن أشد خطر يتهدد الدولة التونسية، البرلمان التونسي ومهاتراته، أحد أهم إفرازات الديمقراطية، مما حدا به إلى أن يمدد حالة الطوارئ، وتجميد عمل البرلمان .. فشهد على الديمقراطية وسوء أدائها شاهد من أهلها ...!

          من مهاترات وكفريات البرلمان التونسي التي شاهدها الجميع .. محاولة التصويت على قانون يجيز حرية شتم الله .. وكأنهم قد أوفوا المشاكل الاقتصادية، والصحية، والاجتماعية حقها، وحسموها، ولم يبق أمامهم من المسائل والمشاكل ما يُطرح للنقاش، سوى مسألة " شتم الله "، والعياذ بالله!

          في الجاهلية كانوا يصنعون أوثاناً من تمر يعبدونها، فإذا جاعوا أكلوها .. وهكذا في الجاهلية المعاصرة؛ صنعوا من الديمقراطية وثناً يُعبَد؛ يعبدونه يوماً، ويأكلونه يوماً؛ يعبدونه يوم أن يكون في عبادته مصلحة لهم .. ويأكلونه يوم أن يكون في أكله مصلحة لهم .. يعبدونه في موضع، ويأكلونه في موضع .. وما أكثر النماذج الدالة على ذلك!

          عندما يُطالبونك بأن تكون ديمقراطياً؛ فهم يريدون منك أن تكون ديمقراطياً على طريقة العراق، وتونس، ولبنان، وأفغانستان قبل الطالبان .. ديمقراطية لا تُبقي ولا تَذَر .. تُجهز على خيرات البلاد والعِباد .. وتجعل الديارَ بَلاقِع!

          حزب العدالة والتنمية المغربي؛ رفع شعار الإسلام هو الحل .. فخذلوا الإسلامَ .. واتخذوا الإسلامَ سُلّمَاً لمآربهم وأهوائِهم .. وحَذَوا حَذْوَ صاحبهم الغَنُّوشي في الجَّفاء والتَّفريط .. فخَذَلهم الله .. ونزع لهم الودَّ من قُلوبِ النَّاس .. غير مَأسُوفٍ عليهم!



 

إرسال تعليق

 
Top