س259: هل الدعاء بالنصر للحاكم الكافر، يعتبر عملاً كفرياً دون النظر في قرائن حال الداعي ..؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. عند الحكم على العمل بأنه عمل كفري أم لا .. شيء .. وعند الحكم على صاحبه بالكفر أم لا .. شيء آخر.
فالأول سهل الخوض فيه .. والثاني لا بد من النظر في القرائن الأخرى كما تقدم .. ومراعاة شروط وموانع التكفير في حقه.
أما هل الدعاء للحاكم الكافر بالنصر كفر .. وهو عمل كفري ؟
أقول: فإن كان المراد بالدعاء له بالنصر على من هو أشد منه كفراً .. فهذا ليس بكفر، فقد ثبت أن الصحابة كانوا يدعون ويتمنون النصر للنجاشي ـ حاكم الحبشة ـ على أعدائه .. كما ثبت أن الصحابة كانوا يتمنون أن ينتصر الروم على الفرس .. فهذا النوع من التمني أو الدعاء لا حرج فيه إن شاء الله.
مثاله في واقعنا: كأن تتمنى أن ينصر الله رباني الخائن العميل .. على الشيوعي الملحد دوستم .. أو الهزارة الروافض .. ونحو ذلك.
أما إن كان الدعاء له بصيغة: اللهم انصره على كل من عاداه .. بما في ذلك المسلمين، فهذا كفر .. وهل كفر " بلعام " الذي نزل فيه قوله تعالى:) فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ ( إلا من هذا الوجه .. من جهة دعائه للكافرين على المسلمين الموحدين من أتباع موسى عليه السلام ..!