س350: عرض علي أخ من المسلمين العمل معه في شركته على أن أكون بدرجة مسؤول أعماله بشرط أن أقسم بالله ـ مع وجود شهود على ذلك ـ على أن لا أعمل في هذه التجارة مع أحد أبداً، وأن لا أمتهنها لنفسي إذا تركته؛ بمعنى أوضح أن تكون هذه التجارة حراماً علي أن أعمل بها في نفس الدولة، وحجته في ذلك أنه اعتمد من قبل على غيري وتركه ثم أقام المشروع بنفسه بعد أن عرف مصادر التجارة .. فهل هذا يجوز شرعاً .. وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا يجوز اشتراط ذلك؛ لأنه شرط فاسد، يتضمن تحريم ما أحل الله، كما أنه يُفضي إلى الظلم .. وحرمان الآخر من ممارسة حقه في العمل والاكتساب .. ولقوله صلى الله عليه وسلم:" أيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل " أي غير نافذ، ولا يلزم الوفاء به .. كما لا يجوز إبرامه ابتداءً!
ولكن الذي يمكن فعله ليضمن صاحب العمل حقه أن يشترط على العامل أن يعمل معه عدة سنوات .. ومحددة .. لا يتركه فيها .. وفق شروط تحقق المصلحة للطرفين .. على مبدأ لا ضرر ولا ضرار .. كما حدد الرجل الصالح عدد السنين التي يجب على موسى عليه الصلاة والسلام أن يعمل بها عنده كمهر مقابل زواجه من ابنته، كما في قوله تعالى:) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (القصص:27. والله تعالى أعلم.