س586: كذلك شيخنا الفاضل .. أعرف امرأة أسلمت منذ بضع سنوات ، صحتها متدهورة، وظني أنه قرب موعد موتها .. بدأ يظهر عليها بوادر مرض وراثي في عائلتها يتسبب في فقدان الذاكرة تدريجياً، وهي إذ تصلي لا تدري إن قرأت الفاتحة أم لا ، فأغلب ما في صلاتها شرود ذهني ونسيان، فلا تستطيع التركيز في صلاتها، فهل عليها من حرج إن هي نست قراءة فاتحة الكتاب .. وماذا عليها ؟؟
وأخيراً شيخنا .. من نسي قراءة الفاتحة في صلاته لكثرة شروده وسرحانه ، دون أن يكون مبتلياً بمرض ما، ولكنها هموم الدنيا، فهل تبطل صلاته .. وهل عليه الإعادة .. وإن شك في قراءته للفاتحة ، فهل يعيد الصلاة .. وجزاك الله كل خير، ووفقك لما يحبه ويرضى ؟؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. من نسي قراءة الفاتحة لعجز أو مرض لا يمكن دفعه فهو معذور، وليس عليه شيء، لقوله تعالى:)لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا(. وقال تعالى:) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ(.
أما من نسي قراءة الفاتحة لعلة أو سبب يمكن دفعه فعليه أن يُعيد الركعة التي نسي فيها قراءة الفاتحة ثم يسجد سجدتي السهو .. لأن قراءة الفاتحة ركن لا تصح الصلاة إلا بها .. فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نسي في إحدى صلواته ركعة بكاملها وهي تتضمن ركن الفاتحة وغيرها من أركان الصلاة .. ولما ذُكِّر أعاد الركعة وسجد سجدتي السهو .. ولم يُعد الصلاة بكاملها من جديد .. أما الشَّاك فعليه أن ينظر للراجح؛ فإن كان الراجح الترك أعاد الركعة وسجد سجدتي سهو، وإن كان الراجح عدم الترك أتم صلاته وليس عليه شيء .. والله تعالى أعلم.