س587: شيخنا الفاضل .. ما حكم الفوائد الربوية .. وهل يجوز الاستنفاع بها أو هبتها أو التصدق بها؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. مما هو معلوم من ديننا بالضرورة حرمة الربا، وحرمة الانتفاع بالمال المتحصل عن طريق الربا، قال تعالى: )الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(البقرة:275. وقال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(البقرة:278.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية".
فإن قيل: هذا الذي ابتلي ـ لسبب أو آخر ـ بوضع ماله في البنوك الربوية .. وحصل مقابل ذلك على فوائد مالية من البنك .. فأين يذهب بالمال .. هل يُبقيه للبنك أم ماذا يفعل به؟
أقول: في هذه الحالة لا أرى أن يُبقيه للبنك .. وللظالمين .. وعلى صاحبه أن يأخذه وينفقه في سبل الخير العامة .. وفي طرق الجهاد في سبيل الله .. وليس له أجر في ذلك لأنه ليس من ماله .. وبهذا قال بعض أهل العلم .. والله تعالى أعلم.