س618: ما الفرق بين الحالتين: الحالة الأولى وهي تكفير الذين قالوا:" ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء .. ". والحالة الثانية: إمساك النبي صلى الله عليه وسلم عن تكفير من تكلموا في عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك .. واكتفى بإقامة الحد عليهم؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الذين قالوا:" ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء .. " هو طعن بمجموع الصحابة الذين رضي الله ورسوله عليهم وأنزل الله تعالى في ذلك آيات بينات؛ لذا عد الطعن بهم استهزاءً بالله وآياته ورسوله .. أما الذين خاضوا في حادثة الإفك فهم وقعوا في إثم ووزر قذف المحصنات ونشر الخبر من غير بينة ولا دليل .. ولم يكن مرادهم من ذلك الطعن أو السب للنبي صلى الله عليه وسلم ولنسائه .. وإنما وقع منهم التهاون في إشاعة الخبر من دون أن يتبينوا من صحة ما يُشيعونه ويتناقلونه .. لذلك لم يكفروا .. واكتفي بجلدهم حد القذف.
أما من أصر على القول بالإفك بعد أن نزلت براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها من السماء .. وحصحص الحق .. فهذا لا شك في كفره وخروجه من الدين لتكذيبه ورده للقرآن المنزل، ولظهور ما في نفسه وباطنه من حقد وغلٍّ على عِرض ونساء النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:)إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ(النور:11. والذي تولى كبره هو رأس الكفر والنفاق ابن أبي لفساد باطنه وقصده من وراء إشاعة الخبر.