يقول الدكتور عبد الكريم بكار، في كتابه أساسيات في نظام الحكم في الإسلام:" ما الديمقراطيّة؟ هي شكل من أشكال الحكم يُشارك فيه جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة إما على نحو مباشر، أو من خلال ممثلين، وهذه المشاركة تكون في اقتراح القوانين وتحديثها، وإباحة بعض المحظورات، وحظر بعض المباحات .. الديمقراطية تعني حكم الأغلبية، كما تعني التداول السلمي للسلطة، وهي تمنح مساحات واسعة للشعب، والوسائل الإعلامية، والمؤسسات الثقافية والاجتماعية في مراقبة أعمال موظفي الحكومة، وإثارة القضايا ضدهم في المحاكم "ا- هـ. ثم يعزو فهمه هذا للديمقراطية إلى موقع ويكيبيديا، فيقول:" انظر موقع ويكيبيديا مادة ديمقراطية "!!
انظروا
لهذا الفهم السطحي والساذج للديمقراطية .. والبعيد كل البعد عن مفهوم حقيقة
الديمقراطية، وعن واقعها .. والذي لم يقل به من لديه حد أدنى من الإلمام بمفهوم
الديمقراطية .. ثم أين هي هذه الديمقراطية، وأين هذا النظام الديمقراطي في العالم
كله الذي يحكم فيه جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة، وبشكل مباشر ..؟!
والرجل
ــ وهو المفكّر! ــ لم يجد ما يسعفه على فهمه الخاطئ والساذج للديمقراطية سوى أن
يعزو إلى موقع " ويكيبيديا! "، وكان يُرجَى منه ــ كمفكر! ــ أن تكون له
دراسته الخاصة عن الديمقراطية، وأن يكون له استقراؤه الخاص لواقع، وحقيقة
الديمقراطية؟!
وهو
مع جهله بالديمقراطية، وفهمه الخاطئ والقاصر للديمقراطية، تراه ــ في مناسبات عدة
ــ يجادل بحماس ملفت عن الديمقراطية، ويدعو إلى قيام نظام ديمقراطي في بلاد
المسلمين .. وأن لديه رؤية سياسية في الحكم؛ اسمها الديمقراطية .. يبشر بها في
مجالسه الخاصة والعامة .. وهو نفسه يتحفنا بإضاءة جديدة عن الديمقراطية، كما في
كتابه أعلاه، فيقول:" إن المبادئ الديمقراطية تقوم على عدم وجود علاقة بين
الأرض والسماء ". إلى آخر التناقض، والكوكتيل، والخلطة الديمقراطية، التي لم
يسبقه إليها أحد ...!