GuidePedia

0


          س128: كيف نرد على من يشترط لقبول الفتوى وأخذ العلم عنه أن يكون مُزكى من طرف أحد المشايخ [ الألباني، ابن باز، العثيمين ] وإلا رُد قوله، وحُذر منه، وربما قيل عنه تكفيري ظلماً وعدواناً بحجة أنه مجهول العين ؟!
          الجواب: الحمد لله رب العالمين. القول بأن الفتوى أو العلم لا يؤخذ إلا من شخص مُزكى من قبل أحد الشيوخ: الألباني، أو ابن باز، أو العثيمين ـ رحمهم الله ـ وإلا رُدّ قوله .. هو قول خاطئ وظالم من وجوه:
          منها: أنه يستلزم ـ ولا بد ـ رد الحق لو جاء عن غير طريق المزكين من هؤلاء الشيوخ .. لأن الحق ليس محصوراً في هؤلاء الشيوخ فضلاً عمن يزكونهم .. فكل ـ ما عدا النبي -صلى الله عليه وسلم- ـ يخطئ ويصيب .. يؤخذ منه ويُرد عليه .. وما أخطأوا فيه ممن يؤخذ إذا كان العلم لا يؤخذ إلا منهم ..؟!!

          ومنها: أن هذا القول لا يصح عقلاً ولا نقلاً، ولم يقل به عاقل فضلاً عن أن يقول به عالم .. حتى هؤلاء الشيوخ لا يعرف عنهم شيء من هذا .. أو أنهم أوصوا بأن العلم لا يؤخذ إلا من فلان، وفلان، وفلان .. فكيف يُنسب إليهم شيء هم لم يقولوه لا تلميحاً ولا تصريحاً ..؟!
          بل نجد أن دعوتهم قائمة على طلب الدليل الصحيح، وعدم التعصب للرجال أو المذاهب على حساب الحق .. وأن الحق يؤخذ ويتبع من أي طريق جاء، وأن الباطل يُرد من أي طريق جاء .. فعلام من يدعون اتباعهم لا يتخلقون بذلك .. أم أن العصبية للأسماء أعمت أبصارهم وقلوبهم .. فلا يفقهون قيلاً ؟!
          ومنها: أن هذا القول مفاده قفل العقول، وإغلاق باب الاجتهاد .. وحصره في أشخاص معينين مزكين من قبل هؤلاء الشيوخ الأفاضل ..!!
          لأن غيرهم مهما اجتهد، وبرع في العلم والعمل، وحصل من العلم والفقه لا يجوز الانتفاع منه، أو الاستماع إليه .. لأنه ـ بكل بساطة ـ غير مزكى من أحدٍ من هؤلاء الشيوخ ..!!
          ومنها: أن التاريخ الإسلامي عرف المذاهب .. ونقل إلينا سيرة المتعصبين لمذاهبهم ولشيوخهم .. فلم يُعرف عن أحد منهم أنه قال مثل قول هؤلاء ..؟!
          فهم يسيئون لهؤلاء الشيوخ الأفاضل أشد الإساءة .. سواء علموا بذلك أم لم يعلموا ..!
          ومنها: أن الشيوخ الثلاثة المذكورة أسماؤهم ـ رحمهم الله ـ يُحتمل في تزكيتهم الخطأ والصواب ـ وهم ليسوا معصومين عن ذلك، ولا يجوز الاعتقاد فيهم غير ذلك ـ  فكم من شخص زكوه، وهو في ميزان الحق والعدل لا يستحق مثل هذه التزكية، ووجدناه من شرار خلق الله، وكم من شخص ذموه وهو في ميزان الحق والعدل لا يستحق مثل هذا الطعن أو الذم، ووجدناه من خيار خلق الله، ولا نزكي على الله أحداً !
          بل كم من شخص مدحوه وزكوه وأثنوا عليه خيراً، ثم قالوا فيه قولاً آخر؛ فطعنوا فيه وذموه .. كموقف الشيخ ناصر من الشيخين: زهير الشاويش، والطحان .. ثم انتهى به الأمر إلى ذمهما بأقبح الأوصاف، بعد أن زكاهما ومدحهما للناس ..!!
وإذا كان الأمر كذلك فكيف يتابعون على تزكيتهم للأشخاص مطلقاً ..؟!
ومنها: أن هؤلاء المزكين من قبل هؤلاء الشيوخ ألا يجب الاعتقاد فيهم إمكانية أن يغيروا ويبدلوا، ويتبدلوا .. بعد وفاة الشيوخ ؟!!
فإذا كان الجواب: نعم ـ ولا يجوز أن يكون غير ذلك ـ فكيف يُتابعون على ما بدلوا وغيروا عما كانوا عليه في حياة الشيوخ .. بناء على تزكية قديمة لهم من أحد الشيوخ ..؟!! 
ومنها: أن الميزان الصحيح الذي يُعرف به الرجال: هو ميزان الطاعة والالتزام بهدي وتعاليم الشريعة ظاهراً وباطناً .. وليس بتزكية فلان أو علان من الناس!!
أما قولهم عمن لم يحظ بتزكية أحد هؤلاء الشيوخ بأنه تكفيري وغير ذلك من الاطلاقات الجائرة .. فهذا من أشد أنواع الظلم والعدوان على العباد بغير حق ولا علم، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه، حُبس في ردغة الخبال، حتى يأتي بالمخرج مما قال".
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" سابُّ المؤمن كالمشرف على الهلكة " .. نعوذ بالله من الخزي والخسران.

إرسال تعليق

 
Top