س243: نود يا فضيلة الشيخ أن نقرأ لك ترجمة .. فهل لك أن تتفضل علينا بذلك؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. أقول: من لم يقنع بما هو موجود في موقعي لا أظنه يقنع بصفحة أو صفحتين أكتبهما عن نفسي .. هذا إذا وجد ما يمكن أن أكتبه عن نفسي .. نسأل الله تعالى والعفو والعافية، وأن يُحسن خاتمتنا.
ثم أنني أقول لمن يرد الحق الذي عندنا لكونه لا يعرفنا: كلما وجهنا نصيحة للأمة .. أو طائفة من الناس .. انبرى من القوم ـ ممن لا تروق له نصيحتنا ـ من يقول: لا نعرفه .. من يكون هذا .. نحن ضحينا وفعلنا كذا وكذا .. من يكون هذا أبو بصير .. لا أم له!
ولهؤلاء نقول: الجهل بالشيء لا يعني أن هذا الشيء ليس بشيء ..!
ما من إنسان مهما علا كعبه وشأنه أو صغر .. إلا ومن الناس من يعرفه ومنهم من لا يعرفه .. والذين يعرفونه يتفاوتون فيما بينهم بما يعرفونه عن ذاك الإنسان .. والذي يعلم حجة على الذي لا يعلم!
أتصفح أحياناً بعض أندية الحوار المنتشرة في ساحة الإنترنت، فأجد عناوين غريبة جداً: من يكون هذا سيد قطب .. من يكون هذا ابن تيمية .. من يكون هذا عمر بن عبد الرحمن .. من .. من ..؟!!
ما يضر هؤلاء الأعلام جهل القوم بهم ..؟!
ثم هذا الذي يسأل: من يكون فلان .. وفلان .. تراه يعرف الشاردة والواردة عن لاعبي الكرة في بلده .. بينما لا يعرف شيئاً عن كبار أئمة العلم ..!
كم من مرة دعونا القوم للمجالسة فأبوا .. كم من مرة أهديناهم كتاباً لينتفعوا به فألقوه ـ حقداً وغيظاً علينا وعلى دعوتنا ـ في سلة المهملات .. ثم يأتون بعد ذلك ليقولوا من يكون فلان .. لا نعرفه ..؟!
أذكر ـ عندما كنت في الأردن ـ حزباً إسلامياً ومعروفاً .. كان يُحذر أفراده أشد التحذير من مجرد السلام علينا فضلاً عن زيارتنا .. رغم توددنا الشديد لهم .. كنا إذا ذهبنا إلى مساجد القوم ـ ولا نزال ـ نظل كالأيتام على موائد اللئام .. حيث لا كلام ولا سلام .. ثم بعد ذلك يقولون: من يكون فلان .. لا نعرفه ..؟!!
إذا كنت لا تعرفنا فغيرك العشرات ـ ولله الحمد ـ يعرفنا ..!
إذا كنت لا تعرفنا .. العلة فيك .. لا فينا!
إذا كنت لا تعرفنا .. ولا تريد أن تعرفنا .. ولا تجرؤ أن تتعرف علينا .. إلا بعد أن يأذن شيوخك، وأسيادك، وزعماؤك .. ولن يأذنوا .. فماذا نفعل لك ؟!!
إن قمنا بزيارتك طردتنا .. وإن دعوناك لزيارتنا أدبرت وتكبرت .. وإن أهديناك كتاباً ألقيته في سلة المهملات والمحروقات .. فماذا نفعل لك لكي تعرفنا ..؟!!
إذا كان الحق لا يُقبل إلا ممن نعرف ونجالس ..فهذا يعني أن نحرم أنفسنا من كثير من العلم والخير والحق الثابت عن علماء أفاضل لا نعرف من سيرتهم إلا أسماءهم ..!
خلاصة القول: الذي ننصح به أنفسنا وإخواننا أن نقبل الحق الموافق للكتاب والسنة ممن نعرف وممن لا نعرف .. وأن نرد الباطل .. وهو كل ما خالف الكتاب والسنة .. ممن نعرف وممن لا نعرف ..!
ولا يُشترط لقبول الحق أن نعرف صاحبه .. كما لا يُشترط لرد الباطل أن نعرف صاحبه .. ومعذرة لهذه الإطالة في هذه الجزئية التي كنت لا أود التعرض لها لولا ظلم القوم لنا ولأنفسهم معاً .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.