هل يُعذَّب في قبرهِ مَن لا يَنصر المظلُومِين ...؟!
قال صلى الله عليه وسلم:" أُمِرَ بعبدٍ من عِبادِ اللهِ أنْ يُضْرَبَ في قَبرِهِ مِائةَ جَلْدَةٍ، فلمْ يَزَلْ يَسْأَلُ ويَدْعُو حتى صارَتْ جَلْدَةً واحدةً، فَامْتَلأَ قَبْرُهُ عليهِ ناراً، فلمَّا ارْتَفَعَ عنهُ وأفاقَ، قال: على ما جَلَدْتُمُونِي؟ قالوا ـ أي الملائكة الذين أُمِرُوا بتعذيبِه ـ: إِنَّكَ صَلَّيْتَ صَلاةً بغيرِ طُهورٍ، ومَرَرْتَ على مَظْلومٍ فلمْ تَنْصُرْهُ ". السلسلة الصحيحة 2774، قال عنه الشيخ ناصر: إسناده جيد.
قلت: هذا العبد عُذِّبَ في قبره، وجُلِد هذه الجلدة التي ملأت قبرَه عليه ناراً، بسبب أنه مرَّ على مظلوم فلم ينصره .. لم يُحَدَّد دين هذا المظلوم؛ فقد يكون غير مسلم، يكفي لتنصره أنه مظلوم .. فما يكون القول فيمن يمر على ملايين من المسلمين المظلومين؛ يُبادون، ويُقتَّلون، وتُهدَم عليهم بيوتهم، كما هو حاصل في فلسطين، وغزَّة .. ثم هو يخذلهم، ولا ينصرهم بما يستطيع، ولا يغضب لهم .. فما يكون عذابه ومآله في قبره، قبل يوم الآخر؟!
وفي هذا الحديث النبوي الشريف، وغيره، رد على الشيخ الكذَّاب؛ الذي يجادل عن الطغاة الظالمين، ويخذِّل عن نصرة المسلمين المستضعفين المظلومين في فلسطين، وغزة .. فقال كذباً، وزوراً، وتأليَّاً على الله: أن الميت سيُسأَل ويُحاسَب في قَبرِه عن بولِه؛ هل استَنْزَهَ من بوله أم لا .. ولن يُسأل ويُحاسَب عن فلسطين، وغزة، وأهلها المسلمين المظلومين .. لماذا خذلهم، ولم ينصرهم .. ونحن لا ننكر من قول الرجل: أن الذي لا يَستنزه من بوله قد يُسأل ويُحاسَب في قبره .. وإنما ننكر عليه الشطر الثاني من كلامه!