[ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ ]؛ مِن بلاءٍ وشِدَّةٍ في أموالِكم، وأنفُسِكُم، [ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ]؛ مِن خطَايَا وذُنُوبٍ .. هذا هو الخيارُ الأوَّل الذي يَنبغي أن يُفزَع إليه، عند فهم وتَفسير أسبابِ البَلاءِ، فلَا نُسارعُ الذِّهَابَ إلى خِيارِ تَزكيَةِ النَّفسِ على اللهِ، [ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ]الشورى:30. مِن الخَطَايا والذُّنُوبِ، فلا يُعاقِبُ عليها، لَا في الدُّنيا، ولا في الآخِرَة، وهذا مِن رحمةِ، وحِلمِ الخالِقِ سُبحانه بعبادِه .. وقوله:[ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ]؛ فيه دلالة على بُطلان القول الشائعِ عند دُعاةِ " الكَارمَا "؛ دُعاةُ الطَّاقَة، والقائلُ أن كلَّ ذَنْبٍ لا محالَة، أن صاحِبَه سيُعاقَب عليه، وسيرَى في الدُّنيا وبَالَ صَنيعِه وذَنبِه.