GuidePedia

0
س1064: نسألكم شيخنا عن حكم بعض أئمة المساجد عندنا ـ في العراق ـ من ناحية الصلاة خلفهم وكذلك التعامل معهم:
1- فقد قام بعض هؤلاء المنتسبين إلى الحزب الإسلامي العراقي بإدارة صناديق الاقتراع عند الاستفتاء على الدستور، وبعضاً منهم شجع الناس على المشاركة ولكن لم نعرف موقفهم من الدستور من ناحية القبول و الرد ، إلا موقف حزبهم المعلن الموافق له، فنطلب منك شيخنا أن توضح لنا حكم هؤلاء وكذلك حكمهم من ناحية قبولهم وردهم وماذا يترتب على ذلك من أحكام، لكون الكثير من المساجد تحت إمرتهم وإمامتهم؟
2- ما حكم الصلاة خلف إمام(صوفي المنهج) خرج على شاشة التلفزيون المحلي لأحد الأحزاب المرتدة في المدينة داعياً الناس المشاركة بنعم للدستور، لكونه يحقق آمال شعبه وفيه الاعتراف بحقوقه القومية، ووفاء الدم الشهداء .....(أو كما قال)!!!.وهل يعذر مثل هذا بعدم فهمه لما يحوي الدستور من كفر وشرك، مع أن نص الدستور موجود والمناقشة حول بنوده معلنة من وسائل إعلام متوفرة في كل بيت، وهل هذا من الجهل الذي لا يمكن دفعه؟
3- إذا كان هناك إمام في المسجد ممن لا تجوز الصلاة خلفه، فهل يجوز أن نصلي الجماعة معه ونعيدها في البيت ( مرة في اليوم مثلاً ) وذلك خوف أن يخبروا الأمريكان عنا بأننا من التكفيريين؛ حيث أن تركنا للمسجد أصبح دليلاً على عقيدتنا؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. أقول هنا كلاماً عاماً: من كان يعلم بما تضمنه الدستور ـ الذي اصطنعه الغزاة وحلفاؤهم ـ من كفر وفتنة .. ثم هو مع ذلك يدعو للتصويت له بنعم .. فهو كافر .. لا تجوز الصلاة خلفه، فالرضى بالكفر كفر، باتفاق أهل العلم. 
معنى كلامنا أعلاه أنه إن كان لا يعلم ما يتضمنه الدستور من كفر .. أو يعلم لكنه أوصى بالتصويت له بكلا .. فإنه لا يكفر .. وبالتالي فإنه يُصلى خلفه ويُعامل معاملة المسلمين.
وأقول كذلك: من السلامة ـ في مثل هذه الساحات المليئة بالفتن والجهل، والضلال ـ أن نتوسع في التأويل والأعذار للعباد ما وجدنا لذلك مستساغاً شرعياً، والله تعالى أعلم.
           أما فيما يتعلق في النقطة الأخيرة .. فأقول: إن تيقن الضرر من جراء اعتزال الصلاة خلف من لا تصح الصلاة خلفه من المرتدين .. كما ورد في السؤال .. فلا حرج حينئذٍ من إظهار بعض الصلوات في المسجد من قبيل التمويه على الظالمين، وشهود الجمعة مع المسلمين، ومن ثم إعادتها ثانية في البيت، لقوله تعالى: )إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً( آل عمران:28. وقد كان الإمام أحمد ـ درءاً للفتنة ودفعاً لظلم الظالمين ـ أيام فتنة القول بخلق القرآن .. يصلي مع الجماعة في المسجد وخلف من يقول بخلق القرآن ومن ثم يعيدها ثانية في بيته، وكان يقول:" تُؤتى الجمعة لفضلها، والصلاة تُعاد خلفَ من قال بهذه المقالة " أي قال بخلق القرآن، والله تعالى أعلم. 
 

إرسال تعليق

 
Top