بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل هذه هي المرة الأولى التي أتوجه فيها بالخطاب إليك مباشرة، ولكم يسعدني أن تحظى كلماتي بالاستماع من قبلكم، وأرجو الرد منكم على بعض التساؤلات التي تدور بيننا نحن الثوار في الداخل، خاصة أن معظم ما يحدث في الريف السوري أكثر منه في مراكز المدن ( باستثناء مدينة حمص ) والوصول إلى هيئة شرعية موثوقة نستطيع طرح الأسئلة عليها يكاد يكون محالا وصعب المنال، والإخوة يعتمدون على كتاباتكم وخاصة في كتاب " قواعد في التكفير " وكتاب " الطاغوت "، بالإضافة إلى كتاب " الرسالة الثلاثينية "، للشيخ أبي محمد المقدسي فك الله أسره، ومع ذلك لاتزال الأمور ملتبسة لدينا بعض الشيء، لا سيما من حيث الانتقال من الإطار النظري الذي نقرأه في كتاباتكم إلى الناحية العملية .. مع التنبيه إلى عدم وجود كفاءات علمية شرعية قادرة، توجهنا بشكل صحيح، فمعظمهم من خريجي جامعة دمشق والبوطي وأنتم أدرى بأوضاع أمثال هؤلاء ..
ولدينا بعض الأسئلة التي نرجو من حضرتكم الإجابة عنها، ولكم جزيل الشكر ..
السؤال الأول: ما حكم من يرفض الخروج في المظاهرات خوفاً على مالٍ أو جاه أو منصب أو دراسة، أو خوفاً من الاعتقال؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الشعب السوري بين خيارين من العمل لا ثالث لهما: إما الانخراط في العمل المعارض ذي الطابع السلمي، كالتظاهرات، والاعتصامات، ونحوها من الأعمال .. وهذا له فريقه وأهله .. وإما الانخراط في تشكيل تنسيقيات ولجان أمنية جهادية .. وبالتنسيق مع الجيش السوري الحر إن أمكن .. للذود عن حرمات وأعراض العزل من الشعب السوري .. وهذا له فريقه وأهله المستقل عن الفريق الأول ـ كما أشرنا إلى ذلك من قبل ـ فمن لم يجد في نفسه القوة على الانخراط في هذا العمل .. التحق بالذي قبله .. وكل منهما على خير وثغرة من ثغور الإسلام والشام بإذن الله .. لا نستقل ولا نستخف بالقليل منه .. والأصل في هذا العمل ـ وكل عمل ـ قوله تعالى:[ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ]التغابن:16. فمن كان يجد في نفسه الاستطاعة على تقديم أي عمل ـ مهما كان قليلاً ـ يساعد على اسقاط الطاغوت بشار الأسد، ونظامه الطائفي .. يجب أن يبذله .. ولا يُعذر بشيء من الأعذار مما ورد في السؤال أعلاه .. وإلا طاله الوعيد والإثم .. فدفع الشر المغلظ والمركب المتمثل في الطاغية وعصابته ونظامه الطائفي .. تهون في سبيل إزالته ما دونه من الشر والضرر .. عملاً بالقاعدة الفقهية التي تقول: بدفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر .. وتقديم أقل المفسدتين والشرين على الأعظم منهما .. ولا شك .. ولا خلاف .. أن بقاء العصابة الطائفية الحاكمة والمستعمرة لسوريا الحبيبة أرضاً وشعباً .. يُعتبر الشر الأكبر، والضرر الأكبر الذي لا يوازيه شر، ولا ضرر.
ونقول كذلك: التقصير في بذل جهد مستطاع ـ أياً كان نوعه وحجمه ـ معناه خذلان الثوار والمجاهدين الأبطال الذين تصدوا لمواجهة العصابات الأسدية المجرمة .. والتخلي عنهم في وقت يحتاجون فيه للنصرة والدعم والتأييد .. وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ما من امرءٍ يخذلُ امرءاً مسلماً في موطنٍ يُنتقَص فيه عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطنٍ يُحب فيه نصرته ..". وبالتالي لا ينبغي على أي امرءٍ أن يستخف أو يستقل بما عنده، وبما يستطيع أن يقدمه للثورة والثوار الأبطال .. فقليله مع قليل غيره .. يُصبح كثيراً بإذن الله تعالى .. ويبارك الله به.
فعلى سبيل المثال: لو خرجت حلب بنفس الزخم الذي خرجت فيه حمص المباركة .. أو درعا البطلة .. أو حماه الفداء .. أو الدير الرجولة والغيرة والشهامة .. أو اللاذقية الأبية .. أو بانياس السَّخيّة .. لخففت كثيراً عن آلام ما أصاب أهلنا في بقية المدن والمحافظات الأخرى .. ولوفرت وقللت كثيراً من القتلى والجرحى والأسرى .. أما أنها لم تخرج بالزخم المرجو منها .. فقد تسبب ذلك في حصول كثير من القتلى والتضحيات التي حصلت للشعب السوري المسلم الأبي في المدن الأخرى .. ما كانت لتحصل لو خرجت حلب كما ينبغي .. وهذا نوع من الخذلان يندرج تحت الوعيد الوارد في الحديث أعلاه .. نسأل الله تعالى أن يلهم أهلنا في حلب الرشد والصواب، وأن ينزع من قلوبهم الوهن؛ حب الدنيا وكراهية الموت في سبيل الله!
تنبيه هام: لا نرى للثائر ـ سواء كان من الفريق الذي ينتهج الأسلوب السلمي، أو الفريق الذي ينتهج الأسلوب العسكري ـ أن يُسلم نفسه للعصابات الأمنية الأسدية .. أو يسمح لهم بأن يقبضوا عليه، مع قدرته على النفاد منهم .. ونرى له أن يُقاتل دون نفسه وحرماته .. ولا أن يُسلم نفسه إليهم؛ للضرر الأكبر، والفتنة الكبرى المترتبة جراء تسليم المرء لنفسه إليهم.
* * *
السؤال الثاني: يلزمنا النظام أحياناً بالخروج في مسيرات تأييد لحكم الطاغوت، وإلا تعرضنا للفصل من وظائفنا، وملاحقتنا تحت ذرائع شتَّى .. فما الحكم الشرعي في هذه الحالة مع العمل أنهم يأخذون البطاقات الشخصية، ولا يعيدونها إلا داخل المسيرات؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. يجب عصيانه وعدم طاعته في شيء من ذلك .. فلا طاعة للنظام الأسدي على الشعب السوري في شيء .. وإلا ما معنى فقدانه للشرعية .. نحن الآن في ثورة وخروج عام على الطاغوت ونظامه الطائفي البغيض .. وبالتالي في الثورات .. وحصول المواجهات بين الطغاة والشعوب .. والخروج العام على أنظمتهم الكافرة المستبدة الفاسدة .. والذي منه العصيان المدني .. لا يُقبل الحديث عن الوظائف والفصل منها والحرص عليها .. أو شيء من هذا القبيل .. نعم الحديث عن شيء من ذلك .. ومن ثمَّ التماس الأعذار له .. كان مستساغاً قبل الثورة .. أما بعد الثورة .. وحصول ما قد حصل .. فالجميع مطالب منهم العصيان المدني، والذي منه عدم الذهاب إلى الوظائف الحكومية والرسمية .. إلى حين سقوط الطاغية ونظامه.
لا يُقبل لفريق من الشعب السوري أن يُضحي بأعز ما يملك من أجل التحرر والاستقلال من الطاغوت ونظامه .. بينما الفريق الآخر من الناس يكتفي بالتفرج .. ومن ثم استثمار تضحيات الفريق الأول لنفسه ومصالحه لاحقاً .. لا بد للجميع .. أن يعمل ويضحي .. وفي وقت واحد .. فيد الله مع الجماعة، ويبارك وينصر الجماعة.
لكن إن أردت من سؤالك بيان حكم من يطيع النظام على فعل ذلك ..؟
أقول: في هذه المرحلة .. وهذا الموضع والظرف نكتفي في البيان العام .. والتحذير العام .. والتوجيه العام .. من دون أن نشير إلى أعيان الأشخاص بحكم معين كالتكفير والتخوين ونحو ذلك .. لاحتمال ورود شبهة الإكراه والتقية .. والعجز .. ونحو ذلك من الأعذار، التي تمنع من لحوق الوعيد عن صاحبها .. وهذا لا يعني التوقف مطلقاً عن إصدار الأحكام على من يستحقها من الأعيان ممن تتوفر فيهم شروط إنزال تلك الأحكام عليهم، وتنتفي عنهم الموانع.
* * *
السؤال الثالث: في بلدتنا أشخاص من المنتسبين للإسلام يرفعون لوائح بأسماء الذين يشاركون في المظاهرات إلى الجهات الرسمية ليصار إلى ملاحقتهم والقبض عليهم وهم يتذرعون بأن هؤلاء يريدون جلب البلاء إلى البلد فما الحكم فيهم؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. هؤلاء عين الطاغية .. حكمهم حكم العدو .. حكم الطاغية وزبانيته وشبيحته .. حكمهم الكفر .. لدخولهم في موالاة الطاغوت وعصابته على المسلمين من الثوار والمجاهدين .. والله تعالى يقول:[ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ]المائدة:51. وقال تعالى:[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ]التوبة:23. هذا فيمن يتخذ الآباء والإخوان أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان .. فكيف بمن يتخذ طواعية القرامطة من طواغيت آل الأسد، ومن معه من عصابته المجرمين الذين اجتمعت فيهم جميع خصال الكفر والظلم والعدوان .. أولياء على أهل الإسلام في الشام .. لا شك أنه أولى بالوعيد، والخروج من دائرة الإسلام.
قولي هذا لا يعني الانشغال بهم عن الطاغوت ورؤوس الكفر والطغيان من زبانيته الذين يباشرون القتل والإجرام .. فالمعركة مع الطاغية ينبغي أن يكون لها أولوياتها .. ثم هؤلاء الساقطين الخونة المشار إليهم في السؤال عساهم بعد زوال الطاغية ونظامه وانتصار الثورة إن شاء الله .. أن يعودوا إلى رشدهم .. ويتوبوا .. إذ جرت العادة في أمثال هؤلاء أن يسيروا مع القوي حيثما سار .. لكن هذا لا يعني غض الطرف عنهم مطلقاً .. فمن اشتدت أذيته، واشتد كيده على الثوار والمجاهدين .. والآمنين من الشعب السوري الأعزل .. فدونكم وإياه .. عساه أن يكون عبرة لغيره من الخونة والعملاء المأجورين!
* * *
السؤال الرابع: البعض يطالب بقدوم الجيش إلى داخل البلدة لحمايتها من الجماعات المسلحة ولا يشك أحد في كذبهم بهذا الإدعاء وهم في معظمهم من النصارى فما الحكم فيهم إن كانوا نصارى أو مسلمين؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. فمن فعل ذلك منهم طواعية وتواطؤاً مع الطاغية من غير إكراه .. حكمه حكم من تقدم الحديث عنهم من الخونة والعملاء والأجراء في السؤال الثالث الوارد أعلاه؛ حكمه حكم الطاغوت وشبيحته وزبانيته لا فرق .. أياً كان انتماؤه سواء كان مسلماً، أو كان نصرانياً، فالإسلام، وكذا النصرانية الحقة براء من هؤلاء الخونة والعملاء .. والتعامل معهم يكون وفق ما تقدم ذكره في الجواب عن السؤال الثالث الوارد أعلاه.
* * *
السؤال الخامس: ما حكم الأطباء الذين يرفضون تطبيب المصابين خوفاً من تعرضهم للملاحقة؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. من حيث الانشغال بالحكم على أعيان هذا النوع من الأطباء .. لا أرى ذلك .. لأن هذا النوع من الأطباء ما امتنعوا عن تطبيب المصابين من الثوار والمجاهدين حباً بالطاغية ونظامه أو كرهاً للثوار .. لا .. لم يكن لشيء من ذلك .. وإنما قد يكونون مع الثورة والثوار .. لكن الخوف هو الذي حملهم على هذا الموقف غير الجائز.
وهؤلاء أرى أن نتودد إليهم بالكلمة الطيبة .. ونخوفهم الله .. ونذكرهم بالوفاء لقسمهم الذي أقسموا به على الإخلاص لمهنتهم الانسانية .. والتي منها معالجة أي مريض وأي مصاب .. بغض النظر عن سبب الإصابة أو المرض.
ثم بعد ذلك نذكرهم بكلمات النبي صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلِمه .."؛ أي لا يُسلمه للظلم والقهر، والحرمان .. فكيف يُسلمه للنزيف حتى الموت .. وهو ينزف أمامه .. أخشى في هذه الحالة أن يكون أحد القاتلين .. وشركاء القتلة المجرمين في جريمتهم!
نذكرهم بقوله تعالى:[ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ]المائدة:32. تأمل ـ أيها الطبيب ـ هذا المعنى النبيل العظيم .. فأنت إن تركت هذا الجريح ـ الذي جُرِح دفاعاً عن عرضك وحريتك وكرامتك وعزتك ـ لينزف أمام عينيك حتى يموت .. مع قدرتك على إنقاذه وإغاثته ثم لا تفعل .. فأنت بذلك كأنما قتلت الناسَ جميعاً .. وإن عالجته وأنقذته ـ رغم أنفِ الطاغية ـ فكأنما أحييت الناسَ جميعاً .. فأي نبل وشرف يعلو هذا الشرف العظيم؟!
ولهؤلاء الأطباء نقول أيضاً: لكل نعمة يجب أن تُشكَر، وشكرها ينبغي أن يكون من جنسها .. فزكاة الطبيب أن يعالج المرضى والجرحى .. زكاة عما منَّ الله عليهم من علم في هذا المجال والاختصاص .. وبخاصة إن كان الجريح من الثوار والمجاهدين .. وبخاصة إن كان هذا المصاب لا يجد من يُعالجه إلاك أيها الطبيب .. فالواجب حينئذٍ يتعين ويتغلظ ويتضاعف.
ونقول لهم كذلك: للخير مواسم وأبواب .. وأرى ـ أيها الأطباء ـ قد فُتح لكم باب خيرٍ فاغتنموه قبل أن يُغلق دونكم فتندمون على الخيانة والتقصير والتفريط .. ولات حين مندم.
أيها الأطباء: أقصى ما يمكن أن يرتكبه طاغية الشام بحقكم القتل .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" من قُتِل دون أخيه فهو شهيد " .. الله أكبر .. الله أكبر ... على ما أنتم فيه من بلاء وشدة يا أهل الشام .. إلا أنني أرى أبواب الخير كلها مشرعة نحوكم .. فاغتنموها قبل أن تُغلَق دونكم!
أيها الأطباء .. أيها الناس: طواغيت آل الأسد شرهم قد شمل الجميع من دون استثناء .. والثورة هي للجميع .. ومن أجل الجميع .. وبالتالي لا ينبغي ولا يليق ولا يجوز أن يضحي البعض .. والبعض الآخر يقتصر موقفه على التفرج .. ومراقبة النتيجة من خلال وسائل الإعلام في الغرف المغلقة الداخلية للبيت ... هذا لا يليق بالرجال والشرفاء!
الله .. الله في الشام .. الله .. الله في أهل الشام .. وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* * *
السؤال السادس: تُرفَع أثناء المظاهرات رايات مثل: راية تحمل صورة الهلال مع الصليب،
الأعلام الوطنية القديمة( أخضر أبيض أسود مع نجمتين حمر ) والحديثة ( أسود أبيض أحمر ونجمتين خضر ) بالإضافة إلى بعض اللافتات التي ترفع شعار " لا سلفية ولا إرهاب ثورتنا ثورة شباب " أو غيرها من الشّعارات التي تمجد الديمقراطية والتعددية السياسية .. فما حكم هذه الشعارات وما هي الشعارات التي تنصحوننا بها .. ولكم الشكر.
الأعلام الوطنية القديمة( أخضر أبيض أسود مع نجمتين حمر ) والحديثة ( أسود أبيض أحمر ونجمتين خضر ) بالإضافة إلى بعض اللافتات التي ترفع شعار " لا سلفية ولا إرهاب ثورتنا ثورة شباب " أو غيرها من الشّعارات التي تمجد الديمقراطية والتعددية السياسية .. فما حكم هذه الشعارات وما هي الشعارات التي تنصحوننا بها .. ولكم الشكر.
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا يجوز رفع الرايات التي تتضمن مخالفات شرعية؛ كرفع الصليب ـ لتضمنه تكذيب القرآن الكريم ـ وغيره من الرايات مما تتضمن مخالفات شرعية معلومة من ديننا بالضرورة .. من ذلك ـ على سبيل المثال ـ رفع صورة الشيوعي " جيفارا "؛ كما لاحظت ذلك في بعض المظاهرات اليمنية .. وكأن تاريخنا .. وأمتنا .. وثوراتنا المعاصرة .. تخلو من الأبطال والشرفاء والشهداء والعظماء .. الذين نرفع أسماءهم وصورهم .. والذين يساوي الواحد منهم ألفاً من جيفارا .. ومن هم على شاكلة جيفارا.
أما بخصوص علم الاستقلال القديم لسوريا " أخضر، أبيض، أسود "، لا حرج من رفعه .. تعبيراً عن الرجوع إلى الأصل، وعن رفض وإزالة كل ما أحدثه طغاة الأسد وحزب البعث والعبث المتهالك لأرض الشام .. فالعلم ذي الألوان التالية " أسود، أبيض، أحمر " هو مما أحدثه الطاغية الهالك حافظ الأسد .. وحزب البعث .. وورثه عنه أبناؤه وأفراخه .. ونحن في ثورتنا ـ بإذن الله ـ كل ما يمت بصلة لهؤلاء الطغاة الآثمين المجرمين .. أو يُذكر بهم وبتاريخهم المظلم .. يجب أن نعمل على إزالته .. واستبداله بخيرٍ منهيجب أن نعمل على إزالته .. واستبداله بخيرٍ منه!
أما عن صفة العلَم والراية التي نرتضيها للشام الأمل والمستقبل ما بعد الثورة .. ندع ذلك إلى حينه بإذن الله .. فلكل حادث حديث .. ولكل مقام مقال.
أما عن اللافتات والشعارات الواردة في السؤال .. فإني أعيذ الثوار من رفع الشعارات التي تغضب الله .. وترضي الطغاة المجرمين .. وهم لا يدرون .. فلا يحملنهم الطاغية على ترديد الشعارات التي هو يريدها .. فيقول عن الثوار مثلاً : هؤلاء سلفيين .. فيردد الثوار .. لا .. لا .. نحن لسنا سلفيين .. " لا سلفية " .. ولو سألت أحدهم ماذا تعني هذه الكلمة .. لما أحسن جواباً .. والسلفية باختصار تعني " الرجوع إلى فهم الصحابة الكرام ومن تبعهم من السلف الصالح في مورد المتشابهات المختلف عليها " هذه هي السلفية؛ وهذا كما ترون معنى حق .. لا غبار عليه .. لا يرفضه .. ولا يستهجنه .. إلا من كان في قلبه مرض أو زيغ .. وأنا أعلم أن من يردد هذا الشعار " لا سلفية " .. لا يقصد هذا المعنى .. لأنه لا يعرفه .. وإنما أراد أن يحاكي الطاغية وأبواقه .. ويرد عليهم .. مع التنبيه أن الشيعة الروافض المجوس في قم وطهران .. هم من وراء التنفير من هذا الشعار .. وهم الذين أوحوا لكلبهم في الشام .. بأن يُشير إلى هذا الشعار .. لينفر الناس عن كل ما يمت بضلة إلى الأصالة .. إلى تاريخ الأمة المجيد .. فالحذر، الحذر عباد الله.
يقول الطاغية ومعه أبواقه عن الثوار: هؤلاء يريدون قيام دولة إسلامية .. فيأتي الرد من قبل بعض المتظاهرين .. لا .. لا .. من قبيل الرد على الطاغية وأبواقه .. نحن لا نريد دولة إسلامية .. نحن نريد دولة ديمقراطية .. ولو سألت أحدهم ماذا تعني هذه، وهذه .. وما الفرق بين هذه، وهذه .. لحار جواباً .. ولأدركت أنه يهرف بما لا يعرف.
فلا يستهوينكم الطاغوت .. على أن ترددوا ما يرضيه .. ويستهويه .. ويرضي شياطينه في قم وطهران .. غفر الله لكم!
ومن الشعارات التي نود التنبيه لمخالفتها للشرع .. والتي سبق التنبيه إليها .. شعار " الله، سوريا، حرية وبس "، وهذا مما ليس فيه وقار وإجلال لله عز وجل .. وفيه انتقاص لحق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم علينا وعلى أمته، والبشرية جمعاء .. كما كلمة " وبس "؛ فيها اختزال مخل لكثير من الحقوق والواجبات التي شرَعها الله تعالى للعباد .. فالحذر، الحذر عبادَ الله .. وإني لأعترف أن هذا الشعار كان يُردد في أول الثورة .. لكن بعد ذلك .. وفي الأشهر الأخيرة من عمر ثورتنا المباركة ـ وبعد أن تم التحذير منه ـ لا أكاد أسمع هذا الشعار الخاطئ يُردد على ألسنة المتظاهرين ولله الحمد .. والذي روج له بعض الجهلة .. ممن يسمون أنفسهم من رموز المعارضة التقليدية .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وكذلك الشعار الذي يقول:" إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدَر "، والقدَر حكم الله .. والله تعالى لا يُقال له: لا بد لك من أن تستجيب .. فهذا من سوء الأدب مع الله تعالى .. وقد سبق التنبيه لمزالق هذا الشعار .. فاحذروه!
أما عن الشعارات التي نقترحها: أقول نحن في ثورة .. ضد أعتى طغاة العصر .. وأكثر الأنظمة فساداً وإجراماً .. لا ينبغي أن نضيق على الثوار الأبطال مساحة الاختيار من الشعارات التي يرتضونها للثورة .. ولكن أقول بشكلٍ عام: الشعارات يجب أن تنضبط بضابطين: أولهما أن تكون مشروعة .. لا تتضمن أي مخالفة شرعية .. لكي يبارك الله بها وبأصحابها. ثانيهما: أن تكون محل إجماع الثوار والشعب السوري .. بحيث نجتنب الشعارات المتشابهة .. التي قد توغر الصدور .. وتفرق الصفوف .. فنشمت بنا الطاغية وأبواقه وشبيحته!
وإن كان يحق لي أن أقترح شيئاً في هذا المجال ولا بد، فأقول: أكثروا من شعار التكبير، والتهليل .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله، والأسد عدو الله .. فمن قُتِل وكان آخر كلماته " لا إله إلا الله " فهو شهيد، وهو في الجنة يقيناً .. الشعارات التي تندد بالطاغية وتسقّط به وبنظامه .. وتصغره وتحقره .. الشعارات التي تهتف كل مدينة بالفداء لبقية المدن الأخرى التي تتعرض لمزيد اعتداء من قبل الطاغوت وزبانيته .. فحماه تهتف بالفداء لحمص .. والعكس .. والدير تهتف بالفداء لدرعا .. والعكس .. وهكذا بقية المدن والقرى السورية كلها يهتف بعضها لبعض .. فهذا من أجمل الشعارات .. ومن أكثر الشعارات التي تغيظ الطاغية وشبيحته وأبواقه .. هكذا نحن نفهم الوطنية .. وهكذا نمارسها .. كل مدينة تنادي لأختها بالفداء بالروح والدم .. بينما الطاغية وحزبه وأبواقه .. الذين كانون يقتاتون بالوطن والوطنية على مدار خمسين عاماً .. فها هم يذبحون الوطن ـ والمواطن ـ من الوريد إلى الوريد .. ألا لعنة الله عليهم أجمعين.
أيها الأحبة .. أيها الثوار الأبطال الأحرار في شامنا الحبيب .. فداكم نفسي .. لا تتضايقوا من مصارحتى ونصحي .. وكلماتي .. فنحن نريدها بعون الله تعالى ثورة نقية في أهدافها وتطلعاتها .. نقية في وسائلها .. نقية في شعاراتها وراياتها .. نريد من ثورتنا .. تطهير البلاد من الطغاة الأنجاس الأرجاس .. ومن إرثهم اللعين .. وكل ما يمت إليهم بصلة .. عسى الله تعالى أن يفتح بيننا وبين الطاغوت وجنده بالحق قريباً، وهو خير الفاتحين .. تقبل الله منكم طاعتكم .. وجهدكم وجهادكم .. وشهداءكم الأبرار مع الأنبياء والصديقين والشهداء .. اللهم آمين آمين.
* * *
السؤال السابع: بعض الحواجز التي يقيمها الأمن، يوضع عليها بعض من المجندين السنة ممن يؤدون الخدمة الإلزامية، وقد يضطر الثوار لإطلاق النار عليهم ابتداء منهم أو رداً على اطلاق النار عليهم، ونحن هنا لا نستطيع التفريق بين المسلم وغيره، وبين المتطوع منهم أو المجبر على الوقوف، فهل يجوز إطلاق الرصاص هنا وما حكم من يُقتل منهم؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا نرى جواز مبادأة الجند بقتال .. لاحتمال وجود المكره منهم وهم الأكثر .. واحتمال انفصالهم وانشقاقهم عن القتلة الطائفيين من جنود الطاغوت .. لو سنحت لهم الفرصة بذلك .. وقد حصل الشيء الكثير من ذلك ولله الحمد .. من هؤلاء المنشقين الشرفاء تشكل الجيش السوري الحر .. نسأل الله تعالى أن يقويهم، ويكثر سوادهم.
إلا ما كان على وجه الدفاع عن النفس .. وعن حرمات وأعراض الشعب السوري .. فتقاتلون المقاتلة المهاجمين من جند العصابات الأسدية، الذين يبدأونكم القتال .. أياً كان انتماؤهم .. وكان ولاؤهم .. وكانت أسماؤهم .. فإن كان مسلماً ـ حتى لو كان مكرهاً على تكثير سواد القوم ـ لا يجوز له أن يوجه بندقيته نحو صدور الثوار والمجاهدين .. وصدور الشعب السوري الأعزل .. حتى لو تعرض للتهديد بالقتل من قبل شبيحة وجنود العصابة الأسدية .. فلا يجوز له أن يُطيعهم في قتل الناس .. فنفسه ليست أعز وأكثر حرمة من نفوس الثوار المجاهدين .. وغيرهم من أبناء الشعب السوري المسلم .. فإن قُتِلَ على يدِ الثوار والمجاهدين .. يُبعث على نيته بإذن الله .. والثوار المجاهدون ليس عليهم شيء .. لأنهم في موقف المدافع عن النفس .. كما أنهم لا يستطيعون أن يميزوا بينه وبين غيره ممن يجوز توجيه السلاح نحوهم، وإن قُتِل على يد الشبيحة وجنود العصابة الأسدية بسبب امتناعه عن قتل إخوانه وأهله .. وشعبه .. فهو شهيد بإذن الله، والله تعالى أعلم.
ثم هناك سبب آخر يحملنا على القول أعلاه؛ بعدم الانشغال بالجند إلا على وجه الدفاع عن النفس .. وهو أن الانشغال بالجند ـ بعيداً عن العناصر الطاغوتية الفاعلة للنظام الأسدي ـ لا يُؤثر على النظام الأسدي في شيء .. والنظام الطائفي لا يُضيره ـ ولا يُساء ـ مهما قُتل من الجند .. ما دامت العناصر الطائفية الكبيرة التي تدير كفة حكم النظام سالمة .. بعيدة عن السهام .. لم يصبها شيء من الصراع الدائر .. ثم هو من جهة أخرى فيه إطالة من أمد المعركة مع الطاغية .. كما فيه استهلاك واستنزاف لقوى الثوار والمجاهدين فيما لا طائل يُذكَر من ورائه.
النظام الأسدي السوري .. الذي تديره .. وتحكمه .. وتتحكم بجميع مفاصله .. مجموعة من العناصر النصيرية الطائفية لا تتعدى أصابع الكفين .. عليهم .. وعلى المجموعة الضيقة المقربة لهذه العصابة يكون التركيز، ويكون العمل، والله تعالى أعلم.
* * *
السؤال الثامن: إحدى الأخوات تقول إن زوجها يعمل في أحد الفروع الأمنية في سوريا ( المخابرات ) وهو ذو سلطة نافذة في المنطقة التي يعمل بها وتقريباً جميع القرارات ( مداهمات _ اعتقالات _ مراقبة _ دراسة أمنية ...)التي تصدر من هذا الفرع ضد الثوار تمر من خلاله، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فالرجل يسب الله تعالى ولا يصلي .. والأخت تسأل:
1- ما الحكم الشرعي في زوجها، وهل لها أن تبحث له عن عذر يمنع من تكفيره أم أنه يعد من الطائفة الممتنعة؟
2- هل يعتبر بقاؤها معه ردة أو زنى أو هناك حكم معين في هذه الحالة؟
3- هل يتوجب عليها إخبار المجاهدين عنه؟
وجزاك الله خيراً.
الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا الرجل المسؤول عنه في السؤال الوارد أعلاه، كافر مرتد من ثلاثة أوجه، بعضها يغلّظ بعض:
أولها: من جهة دخوله في موالاة الطاغوت، وقتاله دونه، ودون نظامه الكافر والظالم المستبد .. ضد مجاهدي ومسلمي وثوار أهل الشام .. والله تعالى يقول:[ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ]المائدة:51.
ثانيها: من جهة طعنه وشتمه لله عز وجل، وطعنه في الدين .. قال تعالى:[ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ]التوبة:65-66. هذا فيمن يستهزئ .. والسب والشتم أصرح وأغلظ كفراً من مجرد الاستهزاء.
وقال تعالى:[ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ ]التوبة74. وكلمة الكفر هنا والتي كفروا بسببها بعد أن كانوا مسلمين .. هي السب والطعن.
وقال تعالى:[ وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ]التوبة:12. فالطاعن في الدين، الشاتم لله رب العالمين .. ليس كافراً وحسب .. بل هو إمام في الكفر .. ومن أئمة الكفر.
ثالثها: من جهة تركه للصلاة .. إذ القول الراجح في تارك الصلاة أنه كافر مرتد، لقوله تعالى:[ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ]التوبة:11. مفهوم الآية أن من لم يتب من الكفر والشرك، ولم يقم الصلاة ... ليسوا إخواننا في الدين .. ولا تنتفي أخوة الدين إلا عن الكافر المشرك.
وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من ترك الصلاة فقد كفر ... العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر، ـ وفي رواية ـ فقد أشرك ".
فهذه الخصال الثلاث .. كل واحدة منها كفر مستقل بذاته .. تخرج صاحبها من الملة .. فكيف إذا اجتمعت ثلاثتها في شخص واحد؛ حينئذٍ يكون كفره مغلظ، وردته مغلظة .. والعياذ بالله.
منه نعلم ـ وتعلم الأخت السائلة ـ أن هذا الرجل لا يجوز أن يُزوّج من مسلمة .. كما لا يجوز أن يكون زوجاً لمسلمة .. ولو حصل شيء من ذلك يجب أن يُفرَّق بينهما على الفور، حينما يُقدر على ذلك.
فإن قيل: ماذا تفعل .. فما الحل بالنسبة لها؟
أقول: هي بين خيارين: أولهما أن تحمله على التوبة .. والاستغفار .. وأن يتحول لأن يكون من أنصار المجاهدين الثوار .. ويكون عيناً لهم على الطاغية وزبانيته وشبيحته المجرمين .. فإن تحقق لها ذلك .. تبقى في ذمته .. وتستمر معه .. وتكون عوناً له على التوبة والطاعة .. ونصرة أهل الشام وثوارهم على استعمار طواغيت آل الأسد الطائفي.
فإن تعسر عليها ذلك .. وكان هذا الخيار غير ممكن بالنسبة لها .. يجب أن تعمل جاهدة على مفارقته .. وتركه .. والانتصار بأهلها أو قبيلتها وعشيرتها عليه .. أو بالمجاهدين الثوار إن كانت لهم ـ في هذه الظروف ـ تلك المنعة التي تمكنهم من حمايتها .. لكي يساعدوها على هذا الأمر .. فإن تعسر عليها ذلك، وكان فيه مشقة بالغة لا تقدر عليها بحكم الصلاحيات والإمكانيات الطاغوتية لصاحبها .. فبقاؤها معه حينئذٍ يكون تحت طائلة الإكره .. والمكره ليس عليه شيء، ولا يلحق بها ما يلحق بصاحبها من أحكام، لقوله تعالى:[ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ]النحل:106. وقال تعالى:[ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً ]آل عمران:28. ولها فيما هي فيه من بلاء أسوة حسنة في آسيا زوجة الطاغية فرعون ... الله المستعان.
ننصحها بأن تعتزله في الفراش ما استطاعت .. وتتعلل لنفسها بعلل شتى .. فلها ذلك .. كما ننصحها بأن لا تهتم بنفسها وزينتها .. والعلاقة التي تتم بينهما بعد ذلك .. وتحت هذا الوصف الوارد أعلاه .. لا يُجرى عليها وصف وحكم الزنى .. كما لا يجوز أن تُعيّر به .. وهي حقاً في بلاء .. ندعو الله تعالى بأن يفرج عنها .. وأن يجعل لها من أمرها فرَجَاً ومخرجاً .. وكذلك جميع الأخوات المؤمنات ممن يشابهن قصتها .. وما أكثرهن في مجتمعاتنا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بهذا أجيب عن سؤال الأخت المبتلاة .. وكل من يسأل سؤالها من الأخوات المؤمنات المبتلَين ببلائها.
وإلى هنا تنتهي ـ بفضل الله تعالى ومنته ـ الإجابة عن الأسئلة الحمصية .. حفظ الله حمص ـ شامَةُ الشَّام ـ وأهلها الأبطال الشرفاء .. وسورية كلها .. من كل شرٍّ، وذي شر، اللهم آمين آمين، وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
12/12/1432 هـ. 8/11/2011 م