عندما
نعجز عن تمثيل الإسلام في واقع عملي يراعي فقهي الواقع والممكن .. وفي مشروع سياسي
قابل للوجود والحياة .. يكون حينئذ لسبب من عند أنفسنا .. ويتوجه الجهد حينئذ
لإصلاح الأنفس، والصفوف عساها ترقى لمستوى تمثيل الإسلام.
العجز وكذلك الاستضعاف قد يبرر عند
الضرورات، فعل بعض المحظورات، على قدر الحاجة أو الضرورة، لكن لا يبرر التوسع في
ارتكاب المحظورات من غير ضرورة، كما لا يبرر أن نتبنى مشاريع هدامة مضاهية للإسلام
مكتملة البنيان والأركان كالعلمانية ونحوها، وكأننا أصحابها، ومن دعاتها، وجزء من
أهلها بحجة العجز والاستضعاف، وغياب البديل!
من يفعل ذلك ــ بحجة واقع المسلمين
وتفرقهم وضعفهم، وغياب البديل لديهم ــ كمن يهرب من المطر، ليقف تحت المزراب ..
وكمن يستبدل شراً، بشرّ أكبر منه .. وهو هروب من واجب وجهاد الإصلاح، ومن دَور
الذين طوبى لهم؛ الذين يصلحون إذا فسد الناس، إلى دَور الخنوع والاستسلام للمشاريع
الأكثر عداوة وفساداً!
29/6/2017